للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبوابها شاء، وهذا فضل عظيم فإنه ورد أن للصلاة باباً، وللصدقة باباً، وللجهاد باباً، وللصيام باباً - كما تقدم ـ، وقائل هذه الكلمة العظيمة بعد الوضوء تفتح له جميع الأبواب يدخل من أيها شاء، فهذا الفضل العظيم مرتب على هذا الذكر، لا على الوضوء بدون الذكر، لئلا يتعارض ذلك مع ما ورد من أن الصلاة لها باب، والوضوء الذي هو وسيلة إلى الصلاة بهذه الفضيلة، فيقال في الجواب ما تقدم.

وفي هذا الذكر مناسبة عظيمة، فإن المتوضئ لما أكمل ظاهره بالتطهير بالماء وإسباغ الوضوء، كَمَّلَ باطنه بعقيدة التوحيد وكلمة الإخلاص التي هي أشرف الكلمات.

قال الصنعاني: (ولا يخفى حسن ختم المصنف باب الوضوء بهذا الدعاء، الذي يقال عند تمام الوضوء فعلاً، فقاله عند تمام أدلته تأليفاً .. ) (١).

وقد ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم قال عند فراغه من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، خُتم عليها بخاتم، فوضعت تحت العرش، فلم يكسر إلى يوم القيامة» (٢)، والله سبحانه وتعالى أعلم.


(١) "سبل السلام" (١/ ١٠٣).
(٢) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٢/ ٢٧١) والحاكم (١/ ٥٦٤) مرفوعًا، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (رقم ٨١، ٨٢، ٨٣) مرفوعًا من طريق يحيى بن كثير، عن شعبة، وموقوفًا من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي هاشم، ومن طريق سفيان الثوري عن أبي هاشم، وهو يحيى بن دينار الرماني، فاتفق الثوري وشعبة -من رواية غندر- على وقفه، وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم ٣٠)، قال النسائي عن رواية الرفع: (وهذا خطأ، والصواب موقوف)، قال الحافظ في "نتائج الأفكار" (١/ ٢٤٦): (قال الطبراني: "لم يروه عن شعبة مرفوعًا إلا يحيى بن كثير"، قلت: وهو ثقة من رجال الصحيحين، وكذا من فوقه إلى الصحابي، وأما شيخ النسائي -أي: يحيى بن محمد بن السكن- فهو ثقة -أيضًا- من شيوخ البخاري، ولم ينفرد به، فالسند صحيح بلا ريب -أي: رقم (٨١) - وإنما اختلف في رفع المتن ووقفه، فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأكثر والأحفظ، وأما على طريقة المصنف -أي: مصنف "الأذكار"، وهو النووي- تبعًا لابن الصلاح وغيره فالرفع عندهم مقدم =

<<  <  ج: ص:  >  >>