للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قد سمع من معاوية بن أبي سفيان، وأهل الحديث قد يختلفون في أسانيد الحديث، فيزيد بعضهم فيها على بعض الرجل ومن هو أكثر منه في العدد، فوجب أن يحمل أمر معاوية بن صالح في ذلك على مثل ما حملوه عليه فيه) (١)، وعلى هذا يكون راشد بن سعد رواه مرة بواسطة عامر الهوزني، ومرة بلا واسطة (٢)، لكن كلام الدارقطني هو الصواب، إذ لا مقارنة بين شعبة وحماد بن زيد وبين أبي معاوية.

وأما حديث عمر - رضي الله عنه - فقد أخرجه أحمد (١/ ٣٢١)، والترمذي (٢١٠٣)، والنسائي في "الكبرى" (٦/ ١١٤)، وابن ماجه (٢٧٣٧)، وابن حبان (١٣/ ٤٠٠ - ٤٠١) كلهم من طرق، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حُنيف، عن أبي أُمامة بن سهل بن حنيف، قال: كتب عمر … الحديث.

قال الترمذي: (هذا حديث حسن) (٣)، وفيه عبد الرحمن بن الحارث: صدوق له أوهام، كما في "التقريب"، وحكيم بن حكيم: صدوق، كما في "التقريب" أيضًا، والحديث له شواهد، ومنها حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخال وارث من لا وارث له" (٤).

* الوجه الثالث: في شرح الألفاظ:

قوله: (من لا وارث له) أي: من أهل الفروض والعصبات.

قوله: (إلى أبي عبيدة) وهو عامر بن عبد الله بن الجراح، غلبت كنيته


(١) "شرح مشكل الآثار" (٧/ ١٧٤).
(٢) انظر: "الجوهر النقي" (٦/ ٢١٤).
(٣) نقل الألباني في "الإرواء" (٦/ ١٣٧) أن الترمذي قال: (هذا حديث حسن صحيح)
وهذا مثبت في الطبعة التي أكملها يوسف الحوت، وأشار بشار عواد في طبعته (٣/ ٦٠٧) إلى أن هذا موجود في بعض النسخ، وحكم عليه بأنه خطأ وأن الصواب تحسينه فقط، قلت: وهذا هو الذي ذكره المزي في "تحفة الأشراف" (٨/ ٤)، وذكره الحافظ- هنا- في "البلوغ".
(٤) أخرجه الترمذي (٢١٠٤)، ورجح الدارقطني والبيهقي (٦/ ٢١٥) وقفه على عائشة -رضي الله عنها-، انظر: "العلل" (١٤/ ٣٣٥)، "التلخيص" (٣/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>