للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

° الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

قوله: (كنت غلامًا) الغلام هو الابن الصغير من الولادة إلى البلوغ، وقد يطلق على ما بعد البلوغ مجازًا باعتبار ما كان عليه، وقد تقدم ذلك في "الطهارة".

قوله: (في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -) بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم، والحجر: يطلق على الحضن وعلى الثوب، فيجوز فيه الفتح والكسر، فإن أريد به الحضانة -كما هنا - فهو بالفتح لا غير، وإن أريد به المنع من التصرف فهو بالفتح للمصدر، وبالكسر للاسم (١).

قوله: (تطيش) بفتح التاء، بوزن تطير، ومعناه: تتحرك فتميل إلى نواحي القصعة ولا تستقر على موضع واحد، وفي بعض الروايات: (فجعلت آكل من نواحي الصحفة) (٢) وهو يفسر المراد.

قوله: (طِعْمتي بعدُ) بكسر الطاء؛ أي: صفة أكلي، والمعنى: أني لزمت ذلك وصار عادة لي، ويجوز الضم.

° الوجه الرابع: في الحديث دليل على وجوب التسمية قبل الأكل على الراجح من قولي أهل العلم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عمر بن أبي سلمة بالتسمية مع أنه غلام صغير، والأصل في الأمر الوجوب، ولم يأت ما يصرفه عن ذلك، وقد نقل النووي الإجماع على استحباب التسمية (٣)، فتعقبه الحافظ ابن حجر بأن هناك من ذهب إلى الوجوب؛ لأنه ورد الأمر بالأكل باليمين، وهو محمول على الوجوب، فكذا هنا؛ لأن صيغة الأمر بالجميع واحدة (٤).

وقد ذكر ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (٥) قولًا بوجوبها، وذكر وجوبها ابن أبي موسى في كتابه "الإرشاد" (٦). وقال بفرضيتها ابن حزم (٧).


(١) "مشارق الأنوار" (١/ ١٨١).
(٢) "صحيح البخاري" (٥٣٧٧).
(٣) "شرح صحيح مسلم" (١٣/ ٢٠).
(٤) "فتح الباري" (٩/ ٥٢٢).
(٥) (٣/ ١٧٨).
(٦) ص (٥٣٨).
(٧) "المحلى" (٧/ ٤٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>