للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاعلًا، فإن اتصلت به (ما) فهي إما مصدرية، والمصدر المؤول فاعل، أو كافة، ولا فاعل له، نحو: قَلَّمَا يتخلف الطالب المجد.

قولها: (يطوف علينا) أي: يدور علينا في بيوتنا.

قولها: (من غير مسيس) المراد بالمسيس: الجماع، والمعنى: أنه يدنو من كل زوجة من زوجاته فيقبلها أو يلمسها دون أن يجامعها، وقد دل على هذا المعنى رواية أحمد المتقدمة: (فيدنو ويلمس من غير مسيس).

قوله: (إذا صلى العصر) وقع في رواية حماد بن سلمة، عن هشام (الفجر) أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره"، وحكم الحافظ عليها بانها شاذ" (١).

° الوجه الثالث: الحديث دليل على أن الزوج يحرص على العدل بين زوجاته وألا يفضل بعضهن على، بعض لا في المبيت ولا في غيره، وتقدم الكلام في هذا.

° الوجه الرابع: في الحديث دليل على حسن عشرته - صلى الله عليه وسلم - وعنايته بأزواجه، فقد كان يدور عليهن كل عصر يتفقد أحوالهن وينظر في مطالبهن، ونحو ذلك، مما يدل على حسن العشرة، لا سيما أنه لو لم يأتيهن كل يوم لطالت عليهن غيبته لتعددهن.

وقد جاء في حديث أنس - رضي الله عنه - أنهن كن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها (٢). وهذا يدل على حسن عشرتهن ومحبتهن للخير، فإن الاجتماع به - صلى الله عليه وسلم - فيه الاستفادة من نصائحه وتوجيهاته، ولعله كان بتوجيه منه - صلى الله عليه وسلم -، ولا ريب أن هذا مما يؤلف القلوب، ويزيل الوحشة، فإن اجتماعهن عند صاحبة الليلة يكسبهن تعارفًا وتواصلًا وتآلفًا.

° الوجه الخامس: لم يرد ما يدل على تخصيص هذا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، بل فيه دليل على أنه يجوز للرجل أن يدخل على المرأة في غير نوبتها إذا كان يعامل


(١) "فتح الباري" (٩/ ٣٧٩).
(٢) رواه مسلم (١٤٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>