للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - فقد رواه النسائي في كتاب "الطلاق" باب "إلحاق الولد بالفراش إذا لم يَنْفِهِ صاحب الفراش" (٦/ ١٨١) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم الضبي، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر" قال النسائي عقبه: (ولا أحسب هذا عن عبد الله بن مسعود، والله تعالى أعلم).

وقد أُعل هذا الحديث بالإرسال، فقد قال الترمذي: (سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: إنما هو مغيرة عن أبي وائل مرسلًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال محمد: وإنما هو: قال عبد الله بن حذافة للنبي - صلى الله عليه وسلم -) (١). والمراد: أن البخاري يرجح أن هذا الحديث حديث عبد الله بن حذافة لا حديث عبد الله بن مسعود، وهو ما يدل عليه كلام النسائي المذكور، وقد عزاه الهيثمي إلى الطبراني (٢).

وذكر الدارقطني في "العلل" وَصْلَهُ عن أبي وائل، عن عبد الله، وإرساله عن أبي وائل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: (ورفعه صحيح) (٣).

وأما حديث عثمان - رضي الله عنه - فقد رواه أبو داود في كتاب "الطلاق"، باب "الولد للفراش" (٢٢٧٥) من طريق مهدي بن ميمون، ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي، عن رباح، قال: زوجني أهلي أمة لهم رومية، فوقعت عليها، فولدت غلامًا أسود مثلي، فسميته عبد الله، ثم وقعت عليها فولدت غلامًا أسود مثلي، فسميته عبيد الله، ثم طَبِنَ (٤) لها غلام لأهلي رومي يقال له: يُوحَنَّه، فراطنها بلسانه، فولدت غلامًا كأنه وَزَغة من الوزغات (٥)، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: هذا ليوحنه، فرفعنا إلى عثمان أحسبه قال مهدي: قال: فسألهما، فاعترفا، فقال لهما:


(١) "العلل" (١/ ٤٥٧).
(٢) "مجمع الزوائد" (٥/ ١٥).
(٣) "العلل" (٥/ ١٠٦).
(٤) طبن -بفتح الطاء وفتح الباء الموحدة- بمعنى: أفسدها، وبكسر الباء بمعنى: فطن لها وأنها توافقه على ما يريد. "عون المعبود" (٦/ ٣٧٠).
(٥) الوزغة -بالفتح-: هو الذي يقال له: سام أبرص [المصدر السابق].

<<  <  ج: ص:  >  >>