للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنكحه أبو حذيفة بنت أخيه هندًا (١) بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وكان سالم من فضلاء الصحابة وقُرَّاءِ القرآن، وقد تقدم في أبواب "الإمامة" أنه كان يؤم المهاجرين الأولين في العُصْبة -موضع بقباء- قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أكثرهم قرآنًا (٢)، واستشهد هو ومولاه أبو حذيفة يوم اليمامة في خلافة الصديق - رضي الله عنه - سنة ثنتي عشرة - رضي الله عنه - (٣).

قوله: (مولى أبي حنيفة) أي: حليف أبي حذيفة، وكان أبو حذيفة قد تبنى سالمًا؛ أي: اتخذه ابنًا له قبل أن يُبطل الإسلام التبني، فلما أبطل الله التبني صار سالمًا أجنبيًّا من المرأة.

وأبو حذيفة هو مُهشِّم أو هاشم أو هشيم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف - رضي الله عنه -، أسلم قبل وصول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وهاجر هو وزوجته سهلة بنت سهيل الهجرتين، وصلى للقبلتين، وشهد بدرًا وما بعدها، وأراد مبارزة أبيه يوم بدر، وقد استشهد يوم اليمامة، كما تقدم وهو ابن ست وخمسين سنة على أحد الأقوال (٤).

قوله: (وقد بلغ ما يبلغ الرجال) أي: أدرك الحلم وصار بالغًا. وجاء في رواية عند مسلم: (وكيف أرضعه وهو رجل كبير) وفي رواية: (إنه ذو لحية).

* الوجه الثالث: استدل بهذا الحديث من قال: بجواز رضاع البالغ وأن حرمة الرضاع تثبت برضاع البالغ كما تثبت برضاع الطفل، وهذا قول عائشة -رضي الله عنها-، وروي عن عطاء والليث وداود، ونصره ابن حزم ورد حجج المخالفين (٥).


(١) هذا الاسم مختلف فيه، وقد جاءت تسميتها هندًا في البخاري. فانظر: "فتح الباري" (٧/ ٣١٤ - ٣١٥) (٩/ ١٣١، ١٣٣).
(٢) الحديث أخرجه البخاري (٦٩٢).
(٣) "الاستيعاب" (٤/ ١٠١)، "الإصابة" (٤/ ١٠٣).
(٤) "الاستيعاب" (١١/ ١٩٥)، "الإصابة" (١١/ ٨١).
(٥) "المحلى" (١٠/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>