للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبهذا جزم ابن سعد، ومال إليه الحافظ، وقيل: في خلافة عمر - رضي الله عنه - سنة أربع عشرة في اليوم الذي مات فيه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وهو قول ابن عبد البر، والله تعالى أعلم (١).

قوله: (أبي سفيان) هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، صحابي من سادات قريش في الجاهلية، والد معاوية رأس الدولة الأموية، ولد سنة سبع وخمسين قبل الهجرة، أسلم يوم الفتح، وأبلى بعد إسلامه البلاء الحسن، وشهد حنينًا والطائف، ومات سنة إحدى وثلاثين - رضي الله عنه - (٢).

قوله: (فقالت: إن أبا سفيان) هذا السؤال كان يوم الفتح وقت إسلام هند - رضي الله عنها -.

قوله: (رجل شحيح) أي: بخيل حريص، يقال: شَحَّ يَشُحُّ، من باب (قتل)، وفي لغة من بابي (ضرب وتعب)، فهو شحيح، وهم أشحاء وأشحة، وفي رواية: (رجل مِسِّيك) بكسر الميم وتشديد السين صيغة مبالغة، ويجوز مَسِيك وزن شحيح. والشح أعم من البخل؛ لأن البخل مخصوص بمنع المال، والشح يعم منع كل شيء في جميع الأحوال (٣)، وقيل: الشح هو البخل مع حرص (٤).

وقال ابن القيم: (الفرق بين الشح والبخل: أن الشح هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله، وجشع النفس عليه، والبخل: منع إنفاقه بعد حصوله وحبه وامساكه، فهو شحيح قبل الحصول، بخيل بعد حصوله، فالبخل ثمرة الشح، والشح يدعو إلى البخل) (٥)، وسيأتي مزيد كلام في هذين اللفظين في كتاب "الجامع" إن شاء الله تعالى.


(١) "الاستيعاب" (١٣/ ١٧٨)، "الإصابة" (١٣/ ١٦٥)، "فتح الباري" (٩/ ٥٠٨).
(٢) "الاستيعاب" (٥/ ١١٧)، "الإصابة" (٥/ ١٢٧).
(٣) "الإعلام" (١٠/ ١٤).
(٤) "مختار الصحاح" ص (٣٣١).
(٥) "الوابل الصيب" ص (٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>