للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أعل هذا بأن عبد الحميد بن سلمة وأباه وجده لا يعرفون، نقل هذا الحافظ عن الدارقطني (١)، وقد وهم عثمان البتي في ذلك، وخالفه آخرون، فقالوا: عبد الحميد بن جعفر.

فقد رواه أبو داود (٢٢٤٤) من طريق عيسى بن يونس، والنسائي في "الكبرى" (٦/ ١٢٥ - ١٢٦) من طريق المعافى بن عمران، والحاكم (٢/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، وأحمد (٣٩/ ١٦٨) من طريق عيسى بن يونس -أيضًا-، والدارقطني (٤/ ٤٣ - ٤٤) من طريق علي بن غراب وأبي عاصم النبيل، أربعتهم عن عبد الحميد بن جعفر، أخبرني أبي، عن جدي رافع بن سنان، أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ابنتي وهي فطيم أو شبهه، وقال رافع: ابنتي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اقعد ناحية" وقال لها: "اقعدي ناحية"، قال: وأقعد الصبية بينهما، ثم قال: "ادعواها" فمالت إلى أمها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اهدها" فمالت الصبية إلى أبيها، فأخذها.

وفي هذا السياق أن المخير كانت صبية، وعبد الحميد بن جعفر وأبوه ثقتان، وجده رافع صحابي، كما تقدم.

وهذا سند صحيح إن كان جعفر بن عبد الله والد عبد الحميد قد سمع من جد أبيه رافع بن سنان، وقد صرح بالتحديث في إسناد الحاكم، لكن نقل العلائي في "جامع التحصيل" أن عبد العزيز النخشبي قال: هذا مرسل؛ لأن جعفر بن عبد الله لم يدرك جدَّ أبيه، ولم يقل بإرساله أحد سواه (٢).

وفي إسناد الحاكم: الحسن بن علي بن زياد وهو السُّرِّي، له ترجمة في "الأنساب" للسمعاني (٣)، وعلى أي حال فجعفر ثقة، وما رواه كان قد حصل في أهل بيته فهو أدرى به (٤)


(١) "تهذيب التهذيب" (٦/ ١٠٥).
(٢) "جامع التحصيل" ص (١٨٦)، "التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة" ص (١٥٩).
(٣) (٢٣/ ٢٥٢).
(٤) "تحقيق المسند" (٣٩/ ١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>