للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أنه لا ضمان على أرباب البهائم فيما أتلفت لا في الليل ولا في النهار، إلا أن يكون صاحبها راكبًا، أو قائدًا، أو سائقًا، أو مرسلًا (١).

واستدلوا بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "العجماء جرحها جبار" (٢)؛ أي: هدر، والمعنى: أن جناية البهيمة هدر غير مضمون.

والراجح القول الأول، لقوة مأخذه، ويؤيده العمومات الموجبة لحفظ الأموال، ومنها: "لا ضرر ولا ضرار" (٣)، وأما حديث "العجماء جرحها جبار" فهو عام مخصوص بحديث البراء السابق، والخاص مقدم على العام (٤).

وأما البهائم التي يهملها أصحابها فتتعرض للناس في طرقهم ويحصل بسببها الوفيات الجماعية وإزهاق النفوس البريئة، فلا شك أنهم ظالمون معتدون آثمون، ولا ريب أنها هدر، أما ما يحدث من جرائها وتضمين صاحبها فهذا يرجع فيه إلى القاضي وما يراه بناء على التقارير بشأن ما يحصل. والله تعالى أعلم.


(١) "شرح معاني الآثار" (٣/ ٢٠٣)، "بدائع الصنائع" (٧/ ١٦٨).
(٢) رواه البخاري (١٤٩٩) (٦٩١٢)، ومسلم (١٧١٠).
(٣) تقدم تخريجه في باب "إحياء الموات".
(٤) "التمهيد" (١١/ ٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>