للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنه موصولًا بذكر عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -كما تقدم، ورواه محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة مرسلًا (١).

وقول الحافظ: (وأشار إليه البخاري) مراده بذلك قول البخاري في كتاب "الاعتصام" من "صحيحه": باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَينَهُمْ} [الشورى: ٣٨] {وَشَاورْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: ١٥٩]، (وشاور النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًّا وأسامة فيما رمى به أصحاب الإفك عائشة، فسمع منهما حتَّى نزل القرآن، فجلد الرامين.) (٢).

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (لما نزل عذري) أي: الآيات الدالة على براءتها مما رميت به، شبهتها بالعذر الذي يبرئ المعذور من الجرم.

قوله: (على المنبر) اسم آلة، مشتق من النبر، وهو الرفع؛ لأنه يتخذ للارتفاع عليه، وتعلية الصوت.

قوله: (فذكر ذلك) أي: عذري.

قوله: (وتلا القرآن) أي: قرأ القرآن المتعلق بعذرها، وهو قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ. .. } [النور: ١١] إلى آخر ستَّ عشرة آية، على أحد الأقوال، ويكون آخرها: {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [النور: ٢٦]، (٣). وقال ابن كثير في بداية تفسيرها: (هذه الآيات العشر نزلت كلها في شأن عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -.) وعلى هذا فآخرها قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النور: ٢٠]، آخر الوجه الثاني من سورة النور على مصحف المدينة النبوية.

وقد أجمع العلماء على أن قصة الإفك هي سبب نزول هذه الآيات، وكان نزولها بعد شهر من الحادثة، كما ذكر ابن كثير (٤). وسميت بقصة الإفك


(١) انظر رسالة: "الأحاديث التي أشار أَبو داود في "سننه" إلى تعارض الوصل والإرسال فيها" ص (٤٢٠) للدكتور تركي الغميز.
(٢) "فتح الباري" (١٣/ ٣٣٩).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٤٧٧).
(٤) "تفسير ابن كثير" (٦/ ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>