للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لها، لا أن ذلك سبب القطع، وهذا قول النووي (١)، وليس في الحديث ما يدل على ذلك، لكن صنيع المصنف يشعر بأنها واحدة؛ لأنه جعل ما ذكره ثانيأ رواية من روايات الحديث، ومثل هذا فعل صاحب "المحرر" وصاحب "عمدة الأحكام" قبل الحافظ، والظاهر أنَّها قصة واحدة، اختلف فيها هل كانت سارقة أو جاحدة، ومما يؤيد ذلك ذكر أسامة في قصة المخزومية، وفي قوله: (كانت تستعير المتاع) ويبعد أن يأتي أسامة مرة ثانية وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - له: "أتشفع في حد من حدود الله"، ثم إن المرأة وصفت بأنها مخزومية في كلا القصتين.

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (أتشفع) الخطاب لأسامة بن زيد - رضي الله عنه - بدليل رواية "الصحيحين": "أن قريشًا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن يجترئ عليه إلَّا أسامة حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أتشفع في حد من حدود الله … ". ولو أن الحافظ ذكره بهذا السياق كما فعل المقدسي وابن عبد الهادي لكان أولى.

وكانت هذه السرقة عام الفتح، كما في "الصحيحين" (٢)، وإنَّما أهمهم شأنها لما خافوا من لحوقهم العار الجاهلي في قطع يدها وافتضاحهم به بين القبائل.

والشفاعة لغة: مصدر شفع يشفع شفاعة فهو شافع وشفيع، قال ابن الأثير: "هي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم" (٣).

وهي في باب العقوباب: التماس العفو عن العقوبة أو التخفيف منها عن الغير من غير بدل.

والاستفهام للإنكار بدلالة السياق، ولما جاء في "الصحيحين" أنَّه قال:


(١) "شرح صحيح مسلم" (١١/ ٢٠٠).
(٢) "صحيح البخاري" (٤٣٠٤)، "صحيح مسلم" (١٦٨٨) (٩).
(٣) "النهاية" (٢/ ٤٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>