ذرارَيهم، وأصاب يومئذ جويرية، حدثني ابن عمر، وكان في ذلك الجيش) هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال، قال: فكتب إلى: إنما كان ذلك في أول الإِسلام … وذكر بقية الحديث.
° الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:
قوله:(أغار) أي: هجم عليهم وأوقع بهم على غرة.
قوله:(على بني المصطلق) بضم الميم وسكون الصاد وفتح الطاء وكسر اللام على وزن اسم الفاعل، اسم قبيلة شهيرة بطن من خزاعة، وخزاعة قبيلة يمنية قحطانية، وديارهم هي ديار خزاعة، وهي مكة وما حولها.
قوله:(غارون) بالغين المعجمة وتشديد الراء، جمع غار؛ أي: غافلون، فأخذهم على غرة وبغتة، وذلك لأنهم قد بلغتهم الدعوة العامة، حيث ذكرت المصادر التاريخية أنهم كانوا ضمن المتألبين مع قريش في معركة أُحد ضد المسلمين، ثم أخذوا يعدون العدة لضرب المسلمين بعد رجوعهم إلى ديارهم، وكانت هذه الغزوة سنة خمس في شعبان على الراجح، على ماء لهم يسمى المُريسيع في موضع يقال له: قُديد شمال خُليص (١) على الطريق السريع بين مكة والمدينة بحوالي اثني عشر كيلًا.
قوله:(مقاتلتهم) وهم كل من يصلح للقتال ويتهيأ له.
قوله:(وسبى ذراريهم) أي: أخذهم سبيًا وفَرَّقَهم على الغانمين بعد أن ضرب عليهم الرق، والذراري جمع ذرية، وهي هنا النساء والأولاد غير البالغين.
قوله:(وأصاب يومئذ جويرية) هذه الجملة ثابتة في بعض نسخ "البلوغ"، وجويرية هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار -رضي الله عنها-، والحارث هو ملك بني المصطلق وقائدهم، كانت جويرية من سبايا بني
(١) انظر: "المغانم المطابة في معالم طابة" ص (٣٣٤، ٣٨٠).