للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صدوق) (١). وقال الحافظ: (صدوق فقيه في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل).

والحديث رواه أحمد (٣٧/ ٣٧١ - ٣٧٢) من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن أبي سلَّام الأعرج، عن المقدام بن معديكرب الكندي أنه جلس مع عبادة بن الصامت … وذكر الحديث وفيه قصة، وفيه لفظ "البلوغ".

وسنده ضعيف، لضعف أبي بكر بن عبد الله، وتسمية الراوي عن عبادة بالمقدام بن معديكرب وهو الصحابي المعروف خطأ، والصواب أنه مقدام الرُّهاوي، فهو الذي يروي عن عبادة، كما في "تاريخ البخاري" (٢) و"الجرح والتعديل" (٣) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، وهو حديث طويل، وفيه: "فردوا الخياط والمخيط، فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارًا ونارًا وشنارًا".

رواه النسائي (٦/ ٢٦٢)، وأحمد (١١/ ٣٣٩ - ٣٤١) وسنده حسن، وفيه ابن إسحاق، وقد صرح بالتحديث عند أحمد (١١/ ٦١٢) وغيره.

* الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (لا تغلوا) بضم الغين مضارع غل يَغُلُّ من باب قعد؛ أي: خان في المغنم وغيره (٤). سمي بذلك؛ لأن صاحبه يغسله في متاعه؛ أي: يخفيه.

قوله: (فإن الغلول ثار … ) جملة تعليلية لقصد التحذير وبيان عاقبة الغال، ومعنى (نار) أي: سبب لعذاب النار يوم القيامة.

قوله: (وعار) أي: خزي وفضيحة على صاحبه أمام المجاهدين وقائدهم، وقد يكون منه ما ورد في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره، قال: "لا أُلفين أحدكم يوم القيامة


(١) "الكامل" (٣/ ٢٧٠)، "تهذيب التهذيب" (٤/ ١٩٧ - ١٩٨).
(٢) "التاريخ الكبير" (٧/ ٤٢٩)
(٣) (٨/ ٣٠٢).
(٤) "المصباح المنير" ص (٤٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>