للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (ابن خَطَلٍ) بالتحريك، واسمه عبد العزى، كما جزم بذلك ابن دقيق العيد وغيره (١)، وقيل غير ذلك، واسم خطل: عبد مناف من بني تميم، وخطل لقب له؛ لأن أحد لحييه كان أنقص من الآخر. أسلم ابن خطل، وتَسَمَّى عبد الله، وبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة، فقتل مولى كان معه يخدمه، ثم ارتد مشركًا، واتخذ قينتين تغنيان بهجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة، قال: "من دخل المسجد فهو آمن"، فانتهز ابن خطل هذه الفرصة ودخل المسجد، وتعلق بأستار الكعبة ليستجير بها، ولكن ذلك لم ينفعه؛ لشدة أذيته وطغيانه (٢).

قوله: (بأستار الكعبة) جمع ستر، وهو الثوب الذي تغطى به الكعبة، وقد ذكر المؤرخون أنها كانت تكسى من عهد إسماعيل فهو أول من كساها، وكانت كسوتها في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين من القباطي والحِبَرات، وأول من جعلها من الديباج معاوية على خلاف في ذلك كله، وكانت تكسى في الجاهلية وصدر الإِسلام يوم عاشوراء، ثم صارت تُكسى في أوقات أخرى (٣).

قوله: (فقال: اقتلوه) روى ابن أبي شيبة من طريق أبي عثمان النهدي أن أبا برزة الأسلمي قتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة (٤).

والمشهور أن سبب قتله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه مصدقًا وبعث معه رجلًا من الأنصار، وكان معه مولى يخدمه فأمر مولاه بصنع الطعام، فنام واستيقظ ولم يصنع له شيئًا، فعدا عليه وقتله ثم ارتد، وكان له جاريتان تغنيان بهجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -.


(١) "أحكام الأحكام" (٣/ ٥٢٢).
(٢) "الأعلام" (٦/ ١٥٥).
(٣) انظر: "أخبار مكة" للأزرقي (١/ ٢٤٩)، "فتح الباري" (٣/ ٤٥٨).
(٤) "المصنف" (١٤/ ٤٩٢)، وفيه: (أبي عثمان) بدون نسبة، وفي "الفتح": أبي عثمان النهدي قال الحافظ: وإسناده صحيح مع إرساله، وله شاهد عند الإمام ابن المبارك في "البر والصلة" من حديث أبي برزة نفسه. ورواه الإمام أحمد من وجه آخر (٣٣/ ٣٦، ٤٠ - ٤١). انظر: "فتح الباري" (٤/ ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>