للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البخاري، وروى له مسلم (١).

* الوجه الثاني: في تخريجه:

هذا الحديث رواه أبو داود في كتاب "الخراج" بابٌ (في أخذ الجزية) (٣٠٣٧) من طريق محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن أنس بن مالك، وعن عثمان بن أبي سليمان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خالد بن الوليد … الحديث.

وهذا الحديث مداره على محمد بن إسحاق، وقد رواه عن شيخيه عاصم بن عمر، وعثمان بن أبي سليمان، إلا أن عاصمًا أسنده، وعثمان أرسله، فالحديث رواه أبو داود متصلًا من طريق عاصم بن عمر، عن أنس، ومرسلًا من طريق عاصم، عن عثمان، وقد ساقه الحافظ في "البلوغ" على سياق أبي داود.

ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، ومع هذا فقد حسنه الألباني (٢)، ولعله حسنه لكون ابن إسحاق قد صرح بالتحديث كما في "السيرة" لابن هشام و"السنن الكبرى" للبيهقي (٣)، وفيه نظر. ثم إن الظاهر أن هذا الاختلاف من ابن إسحاق، وهو لا يُحتمل منه مثل هذا، فالظاهر أنه لم يضبط الحديث.

* الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

قوله: (بعث خالد بن الوليد) أي: أرسله في سرية أيام غزوة تبوك، وكان عددهم أربعمائة وعشرين فارسًا (٤).

قوله: (إلى أُكَيْدِرِ دومة) هو أُكيدر -بضم الهمزة، وفتح الكاف- ابن عبد الملك الكندي، ملك دومة الجندل في الجاهلية، كان شجاعًا مولعًا باقتناص الوحش، وكان نصرانيًّا، قال الخطابي: (هو رجل من العرب يقال: هو من غسان) (٥). واختلف في إسلامه، فقيل: إنه أسلم، وقد ورد أنه أهدى


(١) "تهذيب التهذيب" (٧/ ١١١).
(٢) "صحيح سنن أبي داود" (٢/ ٥٨٩).
(٣) "السيرة" (٤/ ١٧٠)، "السنن الكبرى" (٩/ ١٨٧).
(٤) "زاد المعاد" (٣/ ٥٣٨).
(٥) "معالم السنن" (٤/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>