للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الحافظ في "التقريب": (صدوق يخطئ).

وأما إبراهيم بن ميمون الصائغ فقد قال عنه أحمد: (ما أقرب حديثه!) وقال ابن معين: (ثقة)، وقال أبو حاتم: (يكتب حديثه ولا يحتج به) (١)، وقال الحافظ في "التقريب": (صدوق).

ثم إن هذا الحديث أُعِلَّ بالوقف، قال أبو داود: (روى هذا الحديث داود بن أبي الفرات، عن إبراهيم الصائغ موقوفًا على عائشة، وكذلك رواه الزهري وعبد الملك بن أبي سليمان ومالك بن مغول، وكلهم عن عطاء عن عائشة موقوفًا).

وصحح الدارقطني وقفه (٢).

° الوجه الثاني: في الحديث دليل على تفسير لغو اليمين وأنها اليمين التي تجري على لسان المتكلم بلا قصد، وإنما تترد على ألسنة الناس أثناء المحادثة، كقول الرجل في عرض كلامه: لا والله، وبلى والله، فيسبق إلى لسانه لفظ اليمين بلا قصد، وهذا تفسير عائشة - رضي الله عنها - وهو أحد القولين عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وهو قول الشافعية، وجزم به المجد ابن تيمية (٣)، وقال ابن كثير: (والصحيح أنه اليمين من غير قصد) (٤). وذكر ابن عبد البر أنه قول أكثر العلماء (٥). ورجحه الشوكاني (٦).

واللغو: في الأصل ما لا يعتد به من الكلام، والمراد به في الأيمان ما يورد من غير روية، فيجري مجرى اللغا وهو صوت العصافير (٧).

والقول الثاني: أن لغو اليمين ما يجري على لسان المتكلم بلا قصد، وكذا اليمين التي يحلفها على الشيء يظن صدق نفسه فينكشف خلافه، وقد عزا ابن عبد البر المعنى الثاني إلى جماعة من السلف، وقد روي ذلك عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وهو أحد قولي ابن عباس - رضي الله عنهما -.


(١) "الجرح والتعديل" (٢/ ١٣٤ - ١٣٥)، "تهذيب التهذيب" (١/ ١٥٠).
(٢) "العلل" (١٤/ ١٤٦، ١٦١).
(٣) "المحرر" (٢/ ١٩٨).
(٤) "تفسير ابن كثير" (٣/ ١٦٣).
(٥) "التمهيد" (٢١/ ٢٥١).
(٦) "نيل الأوطار" (١٥/ ٣٥٢).
(٧) انظر: "اللسان" (١٥/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>