للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أبي شيبة (٤/ ١٧٣) من طريق وكيع بن الجراح، عن عبد الله بن سعيد به، عن ابن عباس موقوفًا، وأشار أبو داود إلى ذلك.

ووجه ترجيح الموقوف أن رافعه طلحة بن يحيى متكلم فيه، فقد وثقه ابن معين وعثمان بن أبي شيبة وابن حبان، وأخرج له الشيخان، لكن قال أبو حاتم: (ليس بقوي) (١)، وأما وكيع فهو إمام حافظ.

أما حديث عائشة - رضي الله عنها - فقد رواه البخاري في كتاب "الأيمان والنذور"، باب (النذر فيما لا يملك وفي معصية) (٦٧٠٠) من طريق طلحة بن عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نذر أن يطيع الله فديطعه، ومن ندر أن يعصي الله فلا يعصه".

والحافظ اختصر الحديث فترك أوله، ولو ساقه بتمامه كما فعل ابن دقيق العيد وابن عبد الهادي لكان أولى.

وأما حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - فقد رواه مسلم في كتاب "النذر"، بابٌ (لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك العبد) (١٦٤١) من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل، فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … وساق الحديث بطوله، وفي آخره: "لا وفاء لنذر في معصية، ولا فيما لا يملك العبد"، وفي رواية: "لا نذر في معصية الله"، وتقدمت الإشارة إليه في "الجهاد".

ورواه النسائي (٧/ ٢٨) من طريق محمد بن الزبير الحنظلي، عن أبيه، عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نذر في معصية وكفارتها كفارة يمين".

وهذا سند ضعيف، قال النسائي عقبه: (محمد بن الزبير ضعيف لا تقوم به حجة، وقد اختلف عليه في هذا الحديث، … وقيل: إن الزبير لم يسمع هذا الحديث من عمران - رضي الله عنه -).


(١) "الجرح والتعديل" (٤/ ٤٨٢)، "تهذيب التهذيب" (٥/ ٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>