للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله شاهد من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ولي من أمر الناس شيئًا فاحتجب عن أولي الضّعْفَة والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة".

رواه أحمد (٣٦/ ٣٩٤) بإسناد قال عنه المنذري: (جيد) (١)، مع أن فيه شريكًا القاضي، وهو سيء الحفظ، وقال أبو حاتم: (هذا حديث منكر) (٢).

° الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

قوله: (من ولاه الله شيئًا) هذه نكرة في سياق الشرط، فتعم كل ولاية صغيرة كانت أم كبيرة، فيدخل في ذلك الولاية الكبرى وما دونها من إمارات المدن والقضاء وسائر الوظائف.

قوله: (فاحتجب) إما أن المراد به منع أرباب الحاجات من الوصول إليه فيعسر عليهم رفع حوائجهم أو إنهاؤها، أو أن المراد: امتنع من الخروج إليهم.

قوله: (عن حاجتهم وفَقْرِهِمْ) الحاجة: ما يهتم به الإنسان وإن لم تبلغ حد الضرورة بحيث لو لم تحصل لاختل أمره. والفقر: هو الاضطرار، وقيل: هما متقاربان، والتكرار للتوكيد.

وقوله: (وفَقْرِهِمْ) هكذا في المخطوطة (٣)، وهو الموافق لما في "سنن أبي داود"، وفي بعض نسخ"البلوغ" (وفقيرهم).

قوله: (احتجب الله دون حاجته) أي: عامله بمثل فعله يوم القيامة؛ لأن الجزاء من جنس العمل، وإذا احتجب الله دون حاجته منعه فضله وعطاءه ورحمته.

° الوجه الرابع: الحديث دليل على عظم الأمانة والمسؤولية الملقاة على من تولى للمسلمين أمرًا صغيرًا كان أم كبيرًا؛ لأن الولاية تكليف قبل أن تكون تشريفًا، ويؤيد هذا عمومات الشريعة في عظم الأمانة والقيام على مصالح المسلمين.


(١) الترغيب والترهيب" (٣/ ١٧٨).
(٢) سبق ذكرها عند الحديث (٩٥٦).
(٣) "العلل" (٢٧٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>