للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما الثاني: فهو أبو محمد الأشعث بن قيس بن معديكرب الكندي، اسمه معديكرب باسم جده، والأشعث لقب له، لشعث في رأسه، كان شريفًا في قومه ورئيسًا مطاعًا في الجاهلية والإسلام، قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة عشر في سبعين رجلًا من قومه، ثم ارتد عن الإسلام بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم رجع في خلافة أبي بكر - رضي الله عنه -، وزوجه أبو بكر -بعد أن رجع عن ردته- أخته أم فروة بنت أبي قحافة، في قصة طويلة، وهي أم محمد الذي كني به. خرج الأشعث مع سعد بن أبي وقاص إلى العراق وشهد اليرموك، وبها أصيبت عينه، ثم شهد القادسية بالعراق، والمدائن وغيرها، ثم نزل الكوفة ومات بها سنة أربعين، وقيل: اثنتين وأربعين (١) - رضي الله عنه -.

• الوجه الثاني: في تخريجهما:

أما حديث أبي أمامة فقد رواه مسلم في كتاب "الإيمان" باب (وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار) (١٣٧) من طريق العلاء بن عبد الرحمن مولى الحُرَقَةِ (٢)، عن معبد بن كعب السَّلَمِي، عن أخيه عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: … وذكر الحديث.

وأما حديث الأشعث بن قيس فقد رواه البخاري في عدة مواضع من "صحيحه" ومنها: في كتاب "الأيمان والنذور"، باب (قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: ٧٧] (٦٦٧٦) (٦٦٧٧)، ومسلم (١٣٨) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر، لقي الله وهو عليه غضبان" قال: فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قالوا: كذا وكذا، قال: صدق أبو عبد الرحمن، فيَّ نزلت، كان بيني وبين رجل أرض باليمن، فخاصمته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هل لك بينة؟ " فقلت:


= مسلم" (٢/ ٥١٧)، "تهذيب الكمال" (٣٣/ ٤٩)، "الإصابة" (١١/ ١٨).
(١) "السير" (٢/ ٣٧)، "الإصابة" (١/ ٧٩ - ٨٠)، "المعارف" لابن قتيبة ص (٣٣٣).
(٢) بطن من جهينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>