أما حديث أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فقد رواه البخاري في كتاب "العتق"، باب (في العتق وفضله)(٢٥١٧)، ومسلم (١٥٠٩)(٢٤) من طريق واقد بن محمد قال: حدثني سعيد بن مُرجانة صاحب علي بن الحسين قال: قال لي أَبو هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: … وذكر الحديث، وفي آخره: قال سعيد: فانطلقت حين سمعت الحديث من أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فذكرته لعلي بن الحسين فأعتق عبدًا له قد أعطاه به ابن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار. وهذا لفظ مسلم.
وأما حديث أبي أمامة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فقد انفرد به التِّرمِذي، فرواه في أَبواب "النذور والأيمان" باب (ما جاء في فضل العتق)(١٥٤٧) من طريق عمران بن عيينة - وهو أخو سفيان بن عيينة - عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي أمامة وغيره من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: … وذكر مثل حديث أَبي هُرَيرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وزاد:"وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فِكَاكه من النار، يُجزئ كل عضو منهما عضوًا منه، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت فِكاكها من النار يُجزئ كل عضو منها عضوًا منها".
قال التِّرمِذي:(هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه)، وفي سنده سالم بن أبي الجعد، وهو ثقة يرسل كثيرًا -كما في "التقريب" - وقد اختلف عليه في إسناده، فإنه جعله هنا من مسند أبي أمامة، ثم إنه تفرد به عمران بن عيينة، وقد قال عنه الحافظ في "التقريب": (صدوق له أوهام).
وأما حديث كعب بن مرة فقد رواه أَبو داود في كتاب "العتق"، باب "أي الرقاب أفضل؟) (٣٩٦٧)، والنَّسائي في "الكبرى" (٥/ ٨)، وابن ماجة (٢٥٢٢)، وأحمد (٢٩/ ٦٠٢) من طريق عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شُرَحْبيل بن السِّمْطِ أنَّه قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب: حدَّثنا حديثًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر نحوًا من حديث أبي أمامة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.