للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثلاثتهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن سهل بن حنيف، عن أبيه مرفوعًا.

قال الحاكم في الموضع الثاني: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، فتعقبه الذهبي بقوله: (بل عمرو رافضي متروك).

فهذا سند ضعيف؛ لأن مداره على عبد الله بن سهل بن حنيف، وهو في عداد المجاهيل لم يرو عنه سوى عبد الله بن عقيل، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، قال الهيثمي: (عبد الله بن سهل بن حنيف لم أعرفه) (١)، وكذا قال أبو زرعة العراقي (٢).

وعبد الله بن عقيل تقدم الكلام عليه في أكثر من موضع، وقد قال فيه الذهبي بعد أن ساق جملة من أقوال الأئمة فيه: (حديثه في مرتبة الحسن) (٣)، وقال الحافظ في "التقريب": (صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بِأَخَرَة).

* الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

قوله: (أو غارمًا) اسم فاعل من غرمت الدية والدين أغرم غُرمًا وغرامة من باب تعب: أديته (٤)، وأصل الغرم في اللغة: اللزوم، وسمي الغارم غارمًا؛ لأن الدين قد لزمه، والغارم هو المدين إما لإصلاح ذات البين، وهذا لا تشترط عسرته، وإما غارم لنفسه، وهو من نزلت به مصيبة في المال لا يستطيع احتمالها، كوجوب دين عليه في نفقة أو زواج أو علاج أو نحو ذلك، وهذا تشترط عسرته.

قوله: (أو مكاتبًا في رقبته) هذا على حذف مضاف؛ أي: في تحرير رقبته، وذلك بإعانته على سداد دين الكتابة.

قوله: (أظله الله يوم لا ظل إلا ظله) هذه الإضافة للتشريف كبيت الله، وهذا ظل حقيقي فلا يمس هؤلاء حر الشمس ولا وهجها، ولا أحد يملك


(١) "مجمع الزوائد" (٥/ ٢٨٣).
(٢) انظر: "ذيل الكاشف" (٧٧١).
(٣) "الميزان" (٢/ ٤٨٥).
(٤) "المصباح" ص (٤٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>