للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمار بن ياسر - رضي الله عنه - (ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار) (١). وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة" (٢).

* الوجه الخامس: ظاهر الحديث أن الأمر بابتداء السلام للوجوب، وقد نقل ابن مفلح عن شيخ الإسلام ابن تيمية القول بالوجوب في أحد القولين في مذهب أحمد وغيره، وقال: ظاهر ما نقل عن الظاهرية وجوبه، لكن نقل ابن عبد البر وغيره الإجماع على أن ابتداء السلام سنّة، ورده فرض (٣)، لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: ٨٦]. فإن صح


(١) علقه البخاري. انظر: "فتح الباري" (١/ ٨٢).
(٢) رواه أحمد (٦/ ٣٩٨) من طريق شريك، عن عياش العامري، عن الأسود بن هلال، عن ابن مسعود به، وهذا سند ضعيف، لضعف شريك، وهو ابن عبد الله القاضي، لكن الحديث له طرق، منها عند أحمد (٦/ ٤١٥، ٤١٦) من طريق سيَّار، عن طارق بن شهاب، قال: كنا عند عبد الله جلوسًا … وذكر الحديث بطوله، وفيه: فذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة … " الحديث، وهذا سند حسن، يشهد له ما قبله، وسيار لم يتضح من هو؟ هل هو سيار أبو حمزة، أو سيار أبو الحكم؟ والأول روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٤٢١)، وقال الحافظ في "التقريب": (مقبول). والثاني ثقة كما قال الإمام أحمد وابن معين والنسائي. وقد نقل المزي في "تهذيبه" (١٢/ ٣١٦) عن الإمام أحمد وأبي داود وابن معين والدارقطني أنه سيار أبو حمزة، وليس سيارًا أبا الحكم؛ لأن أبا الحكم لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيء، وقد جاء حديث ابن مسعود عند أحمد (٧/ ٨٩، ٩٠) مختصرًا، وفيه الجملة المذكورة، ووقع في الإسناد أنه سيار أبو الحكم، وهذا من خطأ الرواة. انظر: "التاريخ الكبير" (٤/ ١٦٠ - ١٦١)، "علل الدارقطني" (٥/ ١١٥)، "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٥٦ - ٢٥٧)، وانظر: "المسند" (٧/ ٢٦٤)، ولعل الحديث بطرقه وشواهده يرقى إلى درجة الحسن. انظر: "السلسلة الصحيحة" رقم (٦٤٧، ٦٤٨)، "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة" (١/ ٩).
(٣) انظر: "التمهيد" (٥/ ٢٨٩)، "الاستذكار" (٢٧/ ١٣٥)، "الآداب الشرعية" (١/ ٣٣٢)، "تفسير القرطبي" (٥/ ٢٩٨)، "فتح الباري" (١١/ ٤)، "طيب الكلام بفوائد السلام" ص (٢٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>