للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو حاتم: (متروك الحديث، ضعيف) (١). وقد سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال: (لا إله إلا الله -تعجبًا منه- من يروي هذا أو عمن هذا؟ فقلت: خالد بن عمرو، فقال: وقعنا في خالد بن عمرو، ثم سكت) (٢). قال ابن رجب: (مراده الإنكار على من ذكر له شيئًا من حديث خالد هذا، فإنه لا يُشتغل به) (٣).

وقد تابع خالدًا محمدُ بن كثير الصنعاني المصِّيصي عن الثوري مثله، رواه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٣١)، قال ابن عدي: (لا أدري ما أقول في رواية ابن كثير عن الثوري لهذا الحديث، فإن ابن كثير ثقة، وهذا الحديث عن الثوري منكر). وقال أبو حاتم كما في "العلل" (١٨١٥) عن حديث ابن كثير هذا: (هذا حديث باطل، يعني بهذا الإسناد)، قال ابن رجب: (يشير إلى أنه لا أصل له عن محمد بن كثير، عن سفيان). وقال العقيلي: (ليس له في حديث الثوري أصل، وقد تابعه محمد بن كثير الصنعاني، ولعله أخذه عنه ودلسه؛ لأن المشهور به خالد هذا).

وقال الدارقطني في "الأطراف" (١/ ٣٩٧): (لم يروه عن الثوري، عن أبي حازم غير خالد بن عمرو القرشي، ومحمد بن كثير المصيصي).

• الوجه الثاني: الحديث دليل على فضل الزهد في الدنيا وأنه سبب في محبة الله تعالى للعبد، والزهد فيها هو قطع تعلق القلب بها والركون إليها وإن عمل فيها بما أباح الله من تجارة أو زراعة أو صناعة ونحو ذلك، فهذا لا ينافي الزهد إذا كان القلب غير معلق بالدنيا وإنما، هو معلق بالآخرة والاستعداد لها.

يقول ابن القيم: (لا يستقيم الزُّهد في الآخرة إلا بالزُّهد في الدنيا، ولا يستقيم الزُّهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين:


(١) "علل أحمد" (٣/ ٢٥٤)، "الجرح والتعديل" (٣/ ٣٤٣)، "تهذيب الكمال" (٨/ ١٣٨).
(٢) "المنتخب من "العلل" للخلال" ص (٣٧).
(٣) "جامع العلوم والحكم" شرح الحديث (٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>