للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (من قول لقمان الحكيم) لقمان: اسم أعجمي على ما ذكر الألوسي في "تفسيره"، وهو مختلف في نسبه، فقيل: لقمان بن عنقاء بن سدون، ويقال: لقمان بن ثاران، حكاه السهيلي، وكان في زمان بني إسرائيل، وقد قيل: إنه تولى القضاء، والمشهور أنه كان عبدًا حبشيًّا نجارًا، وورد أنه رعى الغنم، وقد نقل ابن كثير وغيره روايات عن الصحابة - رضي الله عنه - ومن بعدهم حول شخصية لقمان.

وقد وقع خلاف بين السلف في نبوته، والجمهور على أنه ليس بنبي، وإنما هو عبد صالح آتاه الله الحكمة، وهي الصواب في القول والعمل والفهم السليم لما يصلح الناس في دينهم ودنياهم، وقد ذكره الله تعالى في القرآن، وأثنى عليه، وحكى من كلامه فيما وعظ به ولده الذي هو أحب الخلق إليه، وهو أشفق الناس عليه (١).

• الوجه الثالث: في مقوله لقمان الحكيم بيان فضل الصمت وحفظ اللسان من اللغو والكذب والغيبة والنميمة وقول الزور وفضول الكلام وغير ذلك مما نهى عنه الشارع الحكيم.

وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بالأمر بالصمت وحفظ اللسان، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" (٢). وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي المسلمين أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" (٣).

ومن المأثور عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: (اللسان قِوام البدن، فإذا استقام اللسان استقامت الجوارح، وإذا اضطرب اللسان لم تقم له الجوارح) (٤).


(١) انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي (٢/ ٥٠٣)، "تفسير القرطبي" (١٤/ ٥٩)، "البداية والنهاية" (٣/ ٥)، "روح المعاني" (٢١/ ٨٢).
(٢) رواه البخاري (٦٠١٨)، ومسلم (٤٧).
(٣) رواه البخاري (١٠)، ومسلم (٤٠)، والترمذي (٢٥٠٤)، واللفظ له.
(٤) "الصمت" لابن أبي الدنيا ص (٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>