للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (التقوى هاهنا) التقوى: مصدر اتقى تقاة وتقوى على وزن فَعْلَى، وأصله وَقْيًا؛ لأنه من وقى، فأبدلت الواو أول الكلمة تاء، فأصبح تقيًّا، ثم أبدلت الياء واوًا؛ لأنه اسم على وزن فعلى لامه ياء (١).

والتقوى: فعل المامور واجتناب المحظور، وقد بيّن المراد باسم الإشارة بقوله: (ويشير إلى صدره ثَلاثَ مَرَّاتٍ) أي: إن أصل التقوى وحقيقتها في القلب الذي هو في الصدر، وما يظهر على الجوارح من طاعة الله تعالى فهو أثر لها، ويدل لذلك قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢)} [الحج: ٣٢]، وعدل عما يقتضيه الظاهر من الإتيان بالماضي إلى الإتيان بالمضارع في قوله: (ويشير) إشارة إلى استحضار تلك الحالة، وهي الإشارة إلى الصدر؛ لأنه محل القلب.

وقوله: (ثلاث مرات) هكذا في بعض نسخ "البلوغ"، وفي المخطوطة التي سبق وصفها، وهو الموافق لما في "صحيح مسلم"، وفي بعضها: (ثلاث مرارٍ).

قوله: (بحسب امرئ من الشر) بسكون السين المهملة، والباء زائدة، وحسب مبتدأ؛ أي: كافيه من خلال الشر ورذائل الأخلاق.

قوله: (أن يحقر أخاه المسلم) المسلم: صفة، وذكر هذا الوصف مع تقدمه فيه تأكيد لحرمة المسلم وتحذير من احتقاره، وأَنْ وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر، والمعنى: كافيه من خلال الشر وسيئ الأخلاق أحتقار أخيه المسلم، لما في ذلك من إهمال حق أخيه والإعراض عنه ورضاه عن نفسه بهذا الخلق الممقوت؛ لأنه دليل التكبر والترفع عن الآخرين.

قوله: (كل المسلم على المسلم حرام) أي: محظور وممنوع.

قوله: (دمه وماله وعرضه) بدل بعض من كل.

• الوجه الثالث: في الحديث دليل على تحريم التحاسد بين المسلمين


(١) "معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن" ص (٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>