قوله:(والأعمال) عطف على الأخلاق؛ أي: ومنكرات الأعمال، وهو -أيضًا- من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ أي: الأعمال المنكرة، والمراد بها: ما ينكر من الأعمال شرعًا وعرفًا.
والمراد بمنكرات الأخلاق: سوء المعاملة مع الخلق، ومنكرات الأعمال هي المعاصي، وقيل: منكرات الأخلاق هي الأعمال الباطنة؛ كالعجب والفخر والحسد والكبر والحقد ونحو ذلك، ومنكرات الأعمال هي الأفعال الظاهرة؛ كالزنا وشرب الخمر (١).
قوله:(والأهواء) عطف -أيضًا- على الأخلاق؛ أي: الأهواء المنكرة، والإضافة بيانية؛ لأن الأهواء كلها منكرة، وهي جمع هوىً، وهو ما تشتهيه النفس من غير نظر إلى مقصد يحمد عليه شرعًا.
وقيل: إن الإضافات كلها من باب واحد، فهي من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ لأن الإنسان له أهواء، فمن الناس من يكون هواه تبعًا لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من يكون هواه تبعًا لنفسه وما تشتهيه، وعلى هذا فما وافق الشرع فهو معروف، وضده المنكر.
قوله:(والأدواء) جمع داء؛ أي: وأعوذ بك من الأدواء المنكرة، وهي منكرات الأدواء، والمراد بها: الأمراض المزمنة المستعصية أو المنفرة؛ كالسرطان والبرص والجذام.
• الوجه الرابع: ذكر الحافظ هذا الحديث لبيان فضل هذا الدعاء واستحباب دعاء المؤمن بهذه الألفاظ، وهي أن الله تعالى يباعد بينه وبين منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء، وهذا يفيد أن المؤمن يحرص على اجتناب الأخلاق الذميمة والأعمال المنكرة، ويحذر من اتباع الهوى والوقوع في الشهوات.
وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنَّه دعا ربه بأن يهديه لأحسن الأخلاق وأن يصرف