للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (إن الله يبغض) هكذا في نسخ "البلوغ" بدون لام، وفي "جامع التِّرمِذي": (ليبغض) باللام، وقد ذكر الشارح أن النسخ جاءت بإثبات اللام وحذفها (١).

والبغض: من صفات الله تعالى التي تُثبت لله تعالى على ما يليق بجلاله كما جاء في الكتاب والسنّة، قال تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣)} [الصف: ٣]، والمقت أشد البغض (٢)، وفي الحديث الصحيح: "إن الله تعالى إذا أبغض عبدًا نادى جبريل إني أبغض فلانًا فأبغضه" (٣).

قوله: (الفاحش) أي: ذو الفحش في كلامه وخصاله، يقال: فَحُشَ الشيء فُحْشًا مثل قبح قبحًا: إذا جاوز الحد فهو فاحش، وأفحش الرجل: أتى بالفحش، وهو الكلام السيئ فالفاحش: هو الذي يتكلم بالكلام القبيح، ويرسل لسانه بما لا ينبغي من السب والشتم والقذف والكذب وكل كلام يعد من اللغو الذي لا فائدة فيه.

قوله: (البذيءَ) وصف على وزن فعيل، يقال: بذا على القوم يبذو بَذاءً - بالفتح والمد -: سَفِهَ وأفحش في منطقه وإن كان كلامه صدقًا فهو بذيٌّ، وامرأة بذية كذلك، ويجوز سكون الياء وبعدها همزة، وقد ضبطه المنذري بهذا، لكن ذكر ابن الأثير أن الهمز ليس بالكثير (٤)، وعلى هذا المعنى فيكون تأكيدًا لما قبله، ويؤيد هذا سقوط العطف بينهما، لكن يشكل عليه الحديث الآتي.

وقد ذهب بعض الشراح إلى أن المراد بالبذيء من لا حياء له، والذي يظهر لي - والله أعلم - أن الفحش لفظ عام يطلق على كل ما خرج عن مقداره


(١) "تحفة الأحوذي" (٦/ ١٤٠).
(٢) "التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية" ص (٨٥).
(٣) رواه مسلم (٢٦٣٧).
(٤) "النهاية" (١/ ١١١)، "الترغيب والترهيب" (٣/ ٤٥٣)، "المصباح المنير" ص (٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>