للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتَّى يُستقبح، وهذا يكون في القول والفعل والوصف، ولهذا يقولون: هو طويل فاحش الطول، واستعماله في القول أكثر، وعلى هذا فالفحش يتعلق بمقدار الكلام وزيادته عن المطلوب، والبذاءة تتعلق بالوصف وهو قبح الكلام وبذاءة اللسان.

• الوجه الثالث: في الحديث دليل على أن الله تعالى يبغض من كان بهذا الوصف السيئ وهو أن يكون الإنسان فاحش القول بذيء الكلام؛ لأن هذه الصفات دليل على نقص الإيمان وعلى التساهل في الكلام وما يترتب عليه، فعلى المؤمن أن يحذر آفات اللسان، فإن اللسان صغير جِرْمُهُ عظيم طاعته وجُرْمُهُ، ومن تكلم في غير نفع ندم، ومن صمت نجا. قال يونس بن عبيد: (ما من الناس أحد يكون لسانه منه على بالٍ إلَّا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله) (١). وقال إبراهيم النخعي: (يهلك الناس في خلتين: فضول المال، وفضول الكلام) (٢)، والله تعالى أعلم.


(١) "الصمت" ص (٧٠).
(٢) المصدر السابق ص (٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>