للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقاربهم، كما في حديث المغيرة: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء" (١). ولا يفهم من ذلك جواز سب الأموات عند عدم تأذي الأحياء كمن لا قرابة له، أو له قرابة ولكن لا يبلغهم ذلك؛ لأن سب الأموات منهي عنه للحكمة الأولى، فإذا أدى إلى أذية الأحياء كان محرمًا من جهتين.

والحكمة الثالثة: أن سب الأموات من باب الغيبة التي وردت الآيات والأحاديث بتحريمها، كما تقدم؛ لأن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره" يدخل فيه الحي والميت، وقد بوَّب البخاري في كتابه "الأدب المفرد"، باب (الغيبة للميت) (٢). قال ابن بطَّال: (سب الأموات يجري مجرى الغيبة في الأحياء) (٣). والله تعالى أعلم.


(١) تقدم شرحه في "الجنائز" برقم (٥٩٨).
(٢) (٢/ ٢٠٢).
(٣) "شرح ابن بطَّال على صحيح البخاري" (٣/ ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>