للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سعد بن سنان، عن أَنس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التأني من الله، والعجلة من الشيطان".

وهذا إسناد ضعيف جدًّا، فيه سعد بن سنان أو سنان بن سعد متكلم فيه، فقد ضعفه الإِمام أحمد. وقال النَّسائي: (منكر الحديث). وقال ابن معين: "ثقة)، ووثقه العجلي. وقال الإِمام أحمد: (روى خمسة عشر حديثًا منكرة كلها، ما أعرف منها واحدًا)، وقال أيضًا: (تركت حديثه، حديثه مضطرب، وقال: يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه أحاديث أَنس). قال الحافظ ابن رجب: (مراده أن الأحاديث التي يرويها عن أَنس مرفوعة إنما تشبه كلام الحسن البصري أو مراسيله) (١)، وقال الحافظ: (صدوق له أفراد).

وروى الحديث الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (٢/ ٦٨٧) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. هكذا مرسلًا.

• الوجه الثاني: في الحديث ذم العجلة والتسرع في الأمور دون روية أو تثبت، وبيان أنَّها من عمل الشيطان؛ لأن الشيطان يروج شره على الإنسان عند العجلة من حيث لا يشعر، وضد العجلة الأناة والتأني والتبين، وهذه أخلاق كريمة وصفات عالية، ويكفيها شرفًا وفضلًا أن الله تعالى يحب من اتصف بها ففي "الصحيحين" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأشج عبد القيس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحِلْمُ والأَنَاةُ" (٢).

إن في العجلة كثرة الزلل، والوقوع في الخطأ وما لا تُحمد عقباه، وفيها الندم على ما قد يقع على غير الوجه المطلوب حين لا ينفع الندم، والعجلة دليل السفه، وخفة الحلم، وضعف العقل.

فعلى المؤمن أن يحذر هذا الخلق السيئ، ويعود نفسه على التأني في


(١) "شرح العلل" (٢/ ٧٥٨)، "تهذيب الكمال" (١٠/ ٢٦٥).
(٢) رواه البخاري (٨٧)، ومسلم (٢٣) (١٧)، (٢٦) (١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>