للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتعديل" (٣/ ٣٥٨) من طبقته، وقد يكون أحدهم، وهو دائر بين كونه مجهولًا أو مستورًا.

وروى الحديث ابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة" (٢٥٣) وفي "الصمت" (٢٩١) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٣٤٢)، وأخرجه أَبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (٢١١) وغيرهم من طريق عنبسة به.

وبهذا يتبين أن قول الحافظ هنا: بسند ضعيف، ومثله قول العراقي في "تخريج الإحياء" (١) أن هذا تسامح في النقد والحكم.

والحديث له طرق كلها ضعيفة، وله شواهد لا يصح منها شيء (٢).

• الوجه الثاني: يستدل العلماء بهذا الحديث على أن كفارة الغيبة أن يستغفر المغتاب لمن اغتابه؛ ليكون ذلك إحسانًا إليه في مقابلة مظلمته، ولا يلزم استحلاله ولا الاعتذار منه، وهذا القول رواية عن الإِمام أحمد، ورجح هذا شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وابن مفلح، والسفاريني وآخرون، ونقل ابن مفلح عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا قول الأكثرين (٣).

وأيدوا قولهم هذا بأمور ثلاثة:

الأول: أن إعلام المغتاب لمن اغتابه مفسدة محضة؛ لأن فيه زيادة إيذاء له؛ لأن تضرر الإنسان بما علمه من شتمه أبلغ من تضرره بما لا يعلم.

الثاني: أن إعلامه قد يكون سببًا للعداوة؛ لأن النفوس لا تقف غالبًا عند العدل والإنصاف.

الثالث: أن في إعلامه زوال ما بينهما من كمال الألفة وقوة المحبة، فتتجدد القطيعة، ويقع التباعد بدل التقارب.


(١) (٣/ ١٠٥).
(٢) انظر: "الموضوعات" لابن الجوزي (٣/ ٣٤٢)، "المطالب العالية" (١١/ ٧٢٧).
(٣) "مدارج السالكين" (١/ ٢٩١)، "الوابل الصيب" ص (١٩٢)، "الآداب الشرعية" (١/ ٦٢)، "غذاء الألباب" (٢/ ٥٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>