للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسلم، وفي رواية للبخاري في "المظالم": "على الطرقات"، وهي في بعض نسخ البلوغ، والطرقات: جمع طريق، وهو يُذكَّر كما في هذه الرواية، ويؤنث كما في الرواية الآتية.

قوله: (ما لنا بُدٌّ) بضم الباء الموحدة وتشديد المهملة؛ أي: لا محيد لنا عن ذلك، ولا يعرف استعمال هذه اللفظة إلا مقرونًا بالنفي (١).

قوله: (فأما إذا أبيتم) هكذا في نسخ البلوغ، والذي في "الصحيحين": "فإذا أبيتم إلا المجلس" وهو مصدر ميمي بمعنى الجلوس، وقد وقع عند البخاري في "المظالم": "فإذا أتيتم إلى المجالس فأعطوا الطريق حقها" (٢).

قوله: (فأعطوا الطريق حقه) أي: ما يطلب فيه من الآداب الكريمة والأخلاق العالية، وفي التعبير بالحق إشارة إلى تأكيد الأمور المذكورة والاهتمام بها والحرص على تطبيقها.

قوله: (غض البصر) الغض هو النقص والخفض من الطرف والصوت، ونحو ذلك، قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: ٣٠]، وقال تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: ١٩]؛ والمراد: كَفُّهُ عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه بخفضه إلى الأرض أو بصرفه إلى جهة أخرى.

قوله: (وكف الأذى) أي: الامتناع عن أذية المارة بالقول أو بالفعل، أما القول فهو الغيبة أو الاحتقار أو بفضول الكلام الذي يحصل من الجالسين الذين يتحدثون في شأن من يمر بهم من الناس، أو نحو ذلك، وأما الفعل فهو مضايقة الناس في طريقهم بحيث يملأ الجالسون الطريق فلا يمر أحد إلا بمشقة، ومثل هذا إيقاف سياراتهم في طريق الناس مما يكون سببًا في التضييق على المارة أو على سياراتهم.

قوله: (ورد السلام) أي: إذا سلم أحد المارة، فإن الجالس يرد عليه؛ لأن هذا من حق الطريق، والظاهر أن التنبيه على هذا لكون الاجتماع مظنة


(١) "المصباح المنير" ص (٣٨).
(٢) "صحيح البخاري" (٢٤٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>