للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها (١). ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "إن موسى - عليه السلام - كان حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرى من جلده شيء استحياءً من الله .. " (٢)، ويقول أبو بكر - رضي الله عنه - وهو يخطب في الناس: (يا معشر المسلمين: استحيوا من الله، فوالذي نفسي بيده إني لَأَظَلُّ حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعًا بثوبي استحياءً من ربي عزَّ وجلَّ) (٣).

وتقدم قول عمر - رضي الله عنه -: (من قلَّ حياؤه قل ورعه، ومن قلَّ ورعه مات قلبه).

كما تقدم قول ابن مسعود - رضي الله عنه -: (من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله).

وقال الفضيل بن عياض: (خمس من علامات الشقوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل) (٤).

وقد ذكر ابن القيم أن من عقوبات المعاصي: ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب الخير أجمع (٥)، ثم قال: (والمقصود أن الذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية، حتى إنه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه، بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبيح ما يفعله، والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبد إلى هذه الحال لم يبق في صلاحه مطمع) (٦). والله تعالى أعلم.


(١) رواه البخاري (٦١١٩)، ومسلم (٢٣٢٠).
(٢) رواه البخاري (٣٤٠٤)، ومسلم (٣٣٩).
(٣) "مكارم الأخلاق" لابن أبي الدنيا ص (٢٠).
(٤) "مدارج السالكين" (٢/ ٢٦٠).
(٥) "الداء والدواء" ص (١٦٨).
(٦) المصدر السابق ص (١٦٩ - ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>