قوله:(وما شاء فعل) جملة شرطية؛ أي: وما شاء الله فعله؛ لأن الله تعالى لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.
قوله:(فإن لو تفتح عمل الشيطان) أي: وساوس الشيطان وأوهامه التي يلقيها على الإنسان من نقص إيمانه بالقدر واعتراضه عليه، وفتح أبواب الهم والحزن المضعف للقلب.
ولو: اسم (إنَّ) قصد حكايتها؛ أي: فإن هذا اللفظ يفتح عمل الشيطان.
° الوجه الثالث: إثبات صفة المحبة لله تعالى على ما يليق بجلاله، وأنها متعلقة بمحبوبات الله تعالى وبمن قام بها من عباده، وأنها تتفاضل فمحبته للمؤمن القوي أعظم من محبته للمؤمن الضعيف.
° الوجه الرابع: أن الناس يتفاوتون في قوة الإيمان وضعفه، وهذا يؤيد القول الصحيح: إن الإيمان يزيد وينقص؛ لأن قوة الإيمان زيادة، وضعفه نقص.
° الوجه الخامس: أن المؤمنين يتفاوتون في الخير ومحبة الله تعالى والقيام بدينه، وأن الله تعالى يحب بعض المؤمنين أكثر من بعض، وأن المؤمن وإن ضعف ففيه خير بإيمانه وطاعته.
° الوجه السادس: أنه ينبغي لمن فاضل بين الأشخاص أو الأجناس أو الأعمال أن يذكر وجه التفضيل وجهة التفضيل، وألا يهمل ذكر الفضل المشترك بين الفاضل والمفضول؛ لئلا يتطرق القدح إلى المفضول (١).
° الوجه السابع: الحث على الحرص على الاجتهاد في طلب الأمور النافعة من أمور الدين وأمور الدنيا، وكمال العبد في هذين الأمرين: أن يكون حريصًا وأن يكون حرصه على ما ينتفع به؛ لأن العبد محتاج إلى الأمور الدنيوية كما هو محتاج إلى الأمور الدينية، فمتى حَرَصَ العبد على الأمور النافعة واجتهد فيها وسلك أسبابها وطرقها، واستعان بربه في حصولها