للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمناقب على سبيل الفخر والعلو على الناس، فهذا مذموم؛ لأنه ضد التواضع، وهو منشأ الكِبْرِ، والخَلْقُ من أصل واحد، والنظر إلى العَرَض الزائل ليس من شأن العاقل.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (نهى الله سبحانه على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نوعي الاستطالة على الخلق، وهي: الفخر والبغي؛ لأن المستطيل إن استطال بحق فقد افتخر، وإن كان بغير حق، فقد بغى، فلا يحل لا هذا ولا هذا) (١).

وليس من الفخر التحدث بنعمة الله؛ لأن المتحدث بالنعمة قاصد الثناء على المنعم والإخبار عن صفات موليها، ومحض جوده وكرمه، فهو بذلك مثنٍ على الله تعالى بإظهار النعمة، شاكر له، ناشر لجميع ما أولاه.

وأما الفخر بالنعم فهو أن يستطيل بها على الناس، ويريهم أنه أعز منهم وأكبر، فيركب أعناقهم، ويستعبد قلوبهم، ويستميلها إليه بالتعظيم والخدمة (٢)، فينشأ من ذلك البغي والتكبر. والله تعالى أعلم.


(١) "اقتضاء الصراط المستقيم" (١/ ٤٠٥).
(٢) انظر: "الروح" لابن القيم ص (٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>