للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَتأْخُذُ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنطلق به حيث شاءت (١). وعنه -أيضًا - رضي الله عنه - أن امرأة كان في عقلها شيء فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال: "يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك" فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها (٢). وعن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة (٣). وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو دعيت إلى ذِراع أو كُراع لأجبت، ولو أهدي إليَّ ذِراع أو كُراع لقبلت" (٤)، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا مر بالصبيان سلَّم عليهم. روى مسلم عن سيار قال: كنت أمشي مع ثابت البناني، فمر بصبيان، فسلم عليهم، وحدّث ثابت أنه كان يمشي مع أنس فمر بصبيان فسلم عليهم، وحدّث أنس أنه كان يمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمر بصبيان فسلم عليهم (٥).

وإذا اتصف العبد بالتواضع خضع للحق وانقاد له، وقبله ممن قاله كائنًا من كان، والتواضع ضد الكبر، ومن تواضع فإنه لن يتكبر على أحد؛ لأن المتواضع لا يرى لنفسه مزية على غيره بحيث يتكبر عليه أو يعتدي عليه، وإنما البغي والتكبر ينشآن ممن يرى نفسه فوق الآخرين، فيحمله ذلك على الكبر.

والتواضع يرفع المرء قدرًا، ويزيده نُبلًا، وهو عنوان سعادة العبد ورفعته، ومحبة الناس له، وثناؤهم عليه وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "مما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" (٦)، قال مصعب بن الزبير: (التواضع مصايد الشرف) وقيل في منثور الحكم: (من دام تواضعه كثر صديقه) (٧).

° الوجه الرابع: في الحديث نهي عن الافتخار والمباهاة بالمكارم


(١) رواه البخاري (٦٠٧٢) معلقًا.
(٢) رواه مسلم (٢٣٢٦).
(٣) رواه البخاري (٦٠٣٩).
(٤) "صحيح البخاري" (٢٥٦٨).
(٥) "صحيح مسلم" (٢١٦٨) (١٥).
(٦) سيأتي شرحه إن شاء الله.
(٧) "أدب الدنيا والدين" ص (٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>