للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أوفى من عبد الله بن سلام، فأثبت سماعه منه مسلم، وأبو حاتم لا يرى أنه سمع، ولم يصرح البخاري بسماعه وإلا لذكره فيمن سمع، وقد اختلف في التصريح بالسماع في هذا الحديث، والأكثرون على عدمه (١).

° الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (أفشوا السلام) بقطع الهمزة؛ أي: أشيعوا وأظهروا السلام على من عرفتم ومن لا تعرفون، يقال: فَشَا الشيء فَشْوًا وفُشُوًّا: ظهر وانتشر (٢).

قوله: (وصلوا الأرحام) أمرٌ مِن وصل يصل صلة ووصلًا، والوصل: ضد القطع والهجران، والمراد بذلك: الإحسان إلى الأقارب وإيصال الخير والنفع لهم بالمال أو بالخدمة أو بالزيارة أو بالسلام، أو بغير ذلك على حسب حال الواصل والموصول، وقد تقدم الكلام في ذلك.

قوله: (وأطعموا الطعام) أي: ابذلوا الطعام لمن يحتاجه من فقير وضعيف وغريب.

قوله: (وصلوا بالليل) أي: تهجدوا.

قوله: (والناس نيام) جملة حالية من فاعل (صلوا) والمراد بذلك وقت غفلة الناس ونومهم؛ لأنه أبعد عن الرياء والسمعة، وأعظم في الأجر، وأقرب إلى الخشوع وتواطؤ القلب واللسان.

قوله: (تدخلوا الجنة بسلام) بجزم المضارع بحذف النون؛ لأنه وقع جوابًا للطلب، والمعنى: تدخلوا الجنة متلبسين بالسلام من الله تعالى ومن الملائكة الكرام من مكروه أو تعب أو مشقة.

وجاء في رواية الترمذي: (تدخلون) بثبوت النون، فيكون الفعل مرفوعًا على اعتبار أن الجملة حال من واو الجماعة، كإعرابها صفة لوقوعها بعد نكرة في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ} [التوبة: ١٠٣] (٣).


(١) انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (٣/ ٤٣٩)، "الكنى والأسماء" (١/ ٢٧١)، "المراسيل" لابن أبي حاتم ص (٦٣)، "التابعون الثقات" ص (٥٢٢).
(٢) "المصباح المنير" ص (٤٧٣).
(٣) "النحو الوافي" (٣/ ٣٩٠ - ٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>