للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

° الوجه الثالث: في الحديث أربع خصال من مكارم الأخلاق التي توجب محبة الله تعالى ومحبة الخلق لمن اتصف بها، ولهذا كانت من أسباب دخول الجنة، وهي إفشاء السلام ونشره بين الناس بحيث تسلم على كل من لقيت، سواء عرفته أم لم تعرفه، وتقدم هذا في باب "الأدب" أول كتاب "الجامع".

والثانية: صلة الأرحام، وذلك بإيصال ما تيسر من الخير لهم، ودفع ما أمكن من الشر عنهم، وهي تكون بالمال، وبالعون عند الحاجة، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء، وبالسؤال عنهم، وهي تختلف باختلاف القدرة والحاجة، وتقدم تفصيل ذلك في باب (البر والصلة).

والثالثة: إطعام الطعام، وقد جعله الله تعالى من الأسباب الموجبة للجنة ونعيمها، المباعدة من النار وعذابها، قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩)} [الإنسان: ٨ - ٩] إلى قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: ٢١] فوصف فاكهتهم وشرابهم جزاءً لإطعامهم الطعام. وقال تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦)} [البلد: ١١ - ١٦] وفي الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" (١)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفُكُّوا العاني" (٢)، وإطعام الطعام يحصل بإعداد الأكل وتقديمه للأسرة الفقيرة، أو الدعوة إليه، أو إعطاء الفقير أطعمة يستفيد منها في مستقبل الأيام، على أن الحديث عام في الفقير وغيره، لكن يتأكد الإطعام للجائع والجار، وللإطعام في رمضان مزية على غيره من الشهور، لشرف وقته، ومضاعفة أجره، وإعانة الصائمين على طاعتهم.

والرابعة: الصلاة بالليل، وهي أفضل الصلاة بعد الصلاة المفروضة،


(١) رواه البخاري (١٤١٣)، ومسلم (١٠١٦).
(٢) رواه البخاري (٥٣٧٣) وتقدم أول "الأدب".

<<  <  ج: ص:  >  >>