للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سبحان منزلة الفعل فَسَدَّ مسده، وهو لا يستعمل إلا مضافًا في الغالب (١)، ومعناه: تنزيهًا لك يا رب عن منقص في الصفات أو في مماثلة المخلوقات.

وبحمده: الحمد ذكر أوصاف المحمود الكاملة وأفعاله الحميدة مع محبته وتعظيمه، والواو للمعية، فيكون الذاكر جمع بين التنزيه والوصف بالكمال الذاتي والفعلي؛ أي: نزهتك تنزيهًا مقرونًا بالحمد، وقد مضى مثل هذا في "صفة الصلاة".

قوله: (في يوم) قال بعض الشراح: إن المراد باليوم كمال الدورة لا للنهار، وعلى هذا فلو قال هذا الذكر في الليل حصل له الأجر المرتب عليه، وقال ابن علان: الأقرب أن المراد اليوم الشرعي وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، حملًا للفظ الشرعي على المتعارف عنده (٢).

قوله: (مائة مرة) مفعول مطلق منصوب، و (مرة) مضاف إليه.

قوله: (حطت خطاياه) ببناء الفعل لما لم يسم فاعله، وحذف الفاعل هنا للعلم به؛ لأن من المعلوم أن هذا الفعل لا يقدر عليه إلا الله تعالى، ومعنى (حطت) محيت وأزيلت، والخطايا جمع خطية بالتشديد كعطايا وعطية، والمراد بها عند جمهور أهل العلم الصغائر المتعلقة بحقوق الله تعالى (٣).

قوله: (وإن كانت مثل زيد البحر) الزبد: بالفتح ما يعلو ماء البحر من الرغوة عند تموجه واضطرابه، والمراد بالبحر: جنس البحر، إذ لا بحرَ معهود، كقوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا} [الكهف: ١٠٩] وهذا كناية عن المبالغة والكثرة.

° الوجه الثالث: الحديث دليل على فضل التسبيح بهذه الصيغة


(١) انظر: "شرح المفصَّل" لابن يعيش (١/ ١١٩ - ١٢٢)، "اللسان" (٢/ ٤٧١)، "التنقيح في حديث التسبيح" لابن ناصر الدين ص (١١٠).
(٢) انظر: "الفتوحات الربانية" (١/ ٢٠٧).
(٣) انظر: "الفتوحات الربانية" (١/ ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>