للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذهب فريق ثالث إلى التفصيل وهو أنه إن زاد لنحو شَكٍّ عُذِرَ، وإن زاد لقصد التعبد فلا؛ لأنه مستدرك على الشارع، ومال إلى هذا ابن علان (١).

وفصل آخرون من وجه آخر وهو أن ينوي الامتثال عند الحد المخصوص، ثم يزيد فهذا يثاب، وإن زاد بغير نية بأن يكون الثواب على عشرة فيرتبه هو على مائة فيتجه عدم الثواب (٢).

والذي يظهر -والله أعلم- أنه ينبغي الاقتصار على العدد الوارد في الأذكار وإلا لما كان لتخصيصها معنى، ثم إن التقيد بالعدد فيه حضور القلب والعناية بالذكر، وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - معناه محتمل.

° الوجه الخامس: نقل ابن بطّال عن بعض أهل العلم أن هذه الفضائل التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل: "من قال سبحان الله وبحمده غفر له. . ." وما شاكلها إنما هي لأهل الشرف في الدين والكمال والطهارة من الجرائم العظام، ولا يظن أن من فعل هذا وأصر على ما شاء من شهواته وانتهك دين الله وحرماته أنه يلحق بالسابقين المطهرين، وينال منزلتهم في ذلك بحكاية أحرف ليس معها تُقًى ولا إخلاص، ولا عمل. . .) (٣) والله تعالى أعلم.


(١) "الفتوحات الربانية" (٣/ ٤٨ - ٤٩).
(٢) "فتح الباري" (٢/ ٣٣٠). وانظر: (١١/ ٢٠٥).
(٣) "شرح صحيح البخاري" (١٠/ ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>