للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما حديث أنس - رضي الله عنه - فقد رواه الترمذي (٣٣٧١) من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبان بن صالح، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدعاء مخ العبادة".

قال الترمذي: (هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة).

وهذا سند ضعيف فيه ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ وقد تفرد به، كما قال الترمذي، وضعفه الحافظ المنذري في "الترغيب" (١)، حيث صدره بـ (روي) وقد ذكر في مقدمة كتابه أن من دلالة الحديث الضعيف عنده تصديره بلفظ (روي)، وعلى هذا فالظاهر أن لفظ الحديث هو اللفظ الأول وليس هذا.

وأما حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - فقد رواه الترمذي (٣٣٧٠)، وابن ماجه (٣٨٢٩)، وأحمد (١٤/ ٣٦٠)، وابن حبان (٣/ ١٥١ - ١٥٢)، والطبراني في "الأوسط" (٢٥٤٤) (٣٧١٨)، والحاكم (١/ ٤٩٠) كلهم من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء".

قال الترمذي: (هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث عمران القطان)، وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وسكت عنه الذهبي.

والحديث مداره على عمران بن دَاوَر القطان، كما قال الترمذي، وقال الطبراني: (لم يَرْو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان)، وهو متكلم فيه، فقد ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي، وقال الفلاس: (كان ابن مهدي يحدث عنه، وكان يحيى لا يحدث عنه، وقد ذكره يحيى يومًا فأحسن الثناء عليه) وقال أحمد: (أرجو أن يكون صالح الحديث)، وقال ابن عدي: (هو ممن يكتب حديثه)، وقال الدارقطني: (كان كثير الوهم والمخالفة) (٢)، وقال


(١) (٢/ ٤٨٢).
(٢) "تهذيب الكمال" (٢٢/ ٣٢٨)، "موسوعة أقوال الدارقطني" (٢/ ٤٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>