للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحافظ في "التقريب": (صدوق يهم، ورُمي برأي الخوارج).

ولما رواه العقيلي في "الضعفاء" (٣/ ٣٠١) قال: (لا يتابع عليه، ولا يعرف بهذا اللفظ إلا عن عمران)، ونقله عنه الحافظ (١)، وعلى هذا فتفرد مثل عمران عن قتادة يجعل حديثه منكرًا.

° الوجه الثاني: في شرح ألفاظها:

قوله: (إن الدعاء هو العبادة) هذا لفظ ابن ماجه، وعند الثلاثة بدون (إن)، وهذا أسلوب قصر؛ لأنه أتى بضمير الفصل مع تعريف المسند والمسند إليه؛ ليدل على الحصر في أن العبادة ليست غير الدعاء، وهذا حصر حقيقي؛ لأن العبد إذا انقطع أمله مما سوى الله وأظهر العجز والاحتياج من نفسه وأفرد ربه بالدعاء ولم يلتفت قلبه إلى غيره فقد اعترف لله تعالى بالكمال وإجابة الدعاء وأنه سميع بصير، رحيم عليم، غني كريم، على كل شيء قدير، وهذه حقيقة العبادة وخلاصة التوحيد.

وقيل: إن الحصر غير حقيقي (٢)، ومعناه: أن الدعاء معظم العبادة، أو أفضل العبادة (٣)، وقد تقدم نظير هذا عند حديث: (الدين النصيحة).

قوله: (الدعاء مخ العبادة) بضم الميم وتشديد الخاء المضمومة، ومخ الشيء: خالصه وما يقوم به كمخ الدماغ الذي هو نِقْيُهُ، ومخ العين: شحمها، والمعنى: أن العبادة لا تقوم إلا بالدعاء كما أن الإنسان لا يقوم إلا بالمخ، وإنما كان الدعاء مخ العبادة لأمور ثلاثة:

الأول: أنه امتثال لأمر الله تعالى في قوله: {وَقَال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] فهو محض العبادة وخالصها.

الثاني: لأن العبد إذا رأى نجاح الأمور من الله تعلق به وقطع أمله عما سواه.


(١) "فتح الباري" (١١/ ٩٤).
(٢) انظر: "التلخيص في علوم البلاغة" ص (١٣٧).
(٣) انظر: "شأن الدعاء" ص (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>