للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مادة (غَفَرَ) التي تدل على الستر والتغطية، والاستغفار: طلب مغفرة الذنوب بسترها في الدنيا والتجاوز عنها في الآخرة (١).

قوله: (أن يقول العبد) لفظة: (العبد) ليست عند البخاري، كما تقدم في السياق، وقد ثبتت في رواية أحمد والنسائي (٢).

قوله: (اللهم) الميم المشددة عوض عن حرف النداء؛ أي: يالله، وهذه الصيغة تستعمل في الطلب، كما هنا، وفي غيره مثل: اللهم إني أصبحت أُشْهِدُك.

قوله: (أنت ربي) أي: لا غيرك، واستفيد الحصر من تعريف المسند والمسند إليه.

قوله: (لا إله إلا أنت) أي: ليس لي معبود ولا مألوه إلا أنت.

قوله: (خلقتني) كذا في "صحيح البخاري"، وذكر الحافظ أنه وجد في نسخة معتمدة: (أنت خلقتني) بزيادة الضمير، وقدم ذكر التوحيد على طلب المغفرة؛ لأن التوحيد أعظم الأسباب التي تستجلب بها المغفرة، وعدمه مانع من المغفرة بالكلية (٣).

قوله: (وأنا عبدك) معطوف علي قوله: (أنت ربي) كأنه قال: اللهم أنت ربي وأنا عبدك؛ أي: تألهًا وخلقًا، وأجاز الطيبي أن تكون حالًا مؤكدة، أو حالًا مقدرة، أي: أنا عابد لك، كقوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا} [الصافات: ١١٢] ويؤيد هذا ما بعده (٤).

قوله: (وأنا على عهدك ووعدك) أي: أنا علي ما عاهدتك عليه من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك، وأنا مقيم علي حقيقة وعدك لي بالتوبة والأجر. أو أنا مقيم علي ما عهدت إليَّ من أمرك ومتمسك به، وعلي وعدك؛


(١) انظر: "اللسان" (٥/ ٢٥).
(٢) انظر: "فتح الباري" (١١/ ٩٩).
(٣) انظر: "شرح حديث لبيك اللهم لبيك" ضمن رسائل ابن رجب (١/ ١٤٧).
(٤) انظر: "شرح الطيبي" (٥/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>