للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذنوب والعيوب؛ أي: عيوبي وزلاتي، والدعاء بسترها يتضمن الدعاء بمغفرتها.

قوله: (وآمن روعاتي) جمع روعة وهي الفزع؛ أي: فزعاتي التي تخيفني، تقول: راعني الشيء روعًا من باب ضرب: أفزعني، ويروعني مثله (١).

وإيراد هذا وما قبله بصيغة الجمع إشارة إلي كثرتها، وبالأمن منها يتم كمال الإنسان وخَلاصه؛ ولأنه يدخل في الحديث روعات يوم القيامة.

قوله: (واحفظني من بين يدي … ) إلخ، أي: ادفع عني البلاء من جهاتي الست، فلا يصيبني شر من أي جهة منها، وعمم الجهات لأن الآفات تأتي منها.

قوله: (وأعوذ بعظمتك) أي: وأستجير وأتحصن بعظمتك وجلالك، والعظمة: صفة من صفات الله تعالى، وهي تعني جميع معاني العظمة والجلال؛ كالقوة والعزة وكمال القدرة وسعة العلم، وغير ذلك من أوصاف العظمة التي لا يستحقها أحد سواه.

وبالغ في الدعاء لجهة السفل فخصها بالعظمة لعظم شأنها؛ لأن الاغتيال أمره خطير بأن تُخسف به الأرض، كما صنع الله بقارون، أو بالغرق كما صنع الله بفرعون، فالكل اغتيال من التحت.

قوله: (أن أغتال من تحتي) بضم الهمزة للمتكلم، وهو مبني لما لم يسم فاعله، من الاغتيال وهو أخذ الشيء غِيلة؛ أي: خفية.

وقد فسر جبير بن أبي سليمان -أحد رواة الحديث- الاغتيال من الجهة التحتية بالخسف، قال في "القاموس": (خسف الله بفلان الأرض: غيبه فيها) (٢)، قال عُبادة بن مسلم: (فلا أدري قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قول جبير) (٣)،


(١) "المصباح المنير" ص (٢٤٦).
(٢) "ترتيب القاموس" (٢/ ٥٥).
(٣) "سنن النسائي" (٨/ ٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>