قوله:(أسألك بأني أشهد أنك أنت الله … ) هذا قسم استعطافي؛ أي: أسألك باستحقاقك لهذه الصفات الثبوتية والسلبية (١)، ولم يذكر المسؤول لعدم الحاجة إليه.
قوله:(أنك أنت) ضمير الرفع (أنت) إما أنه ضمير فصل لا محل له، أو أنه توكيد لاسم (أن) مبني على الفتح في محل نصب على سبيل الاستعارة، ومثل هذا قوله: {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (٦٨)} [طه: ٦٨].
قوله:(الأحد) أي: الواحد الذي لا شريك له في ذاته ولا صفاته ولا في ربوبيته وألوهيته، ولم يرد هذا الاسم في القرآن إلا مرة واحدة.
قوله:(الصمد) كالذي قبله لم يرد في القرآن إلا مرة واحدة، وأصل الصمد في اللغة: القصد، ومعناه: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته، وهو الذي يُقصد في الأمور ويُصمد إليه في الحوائج والنوازل؛ لما له من الغني المطلق والكمال المطلق في ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله.
قوله:(الذي لم يلد) لأنه لا مثيل له؛ ولأنه مستغنٍ عن كل أحد؛ لأن الوالد محتاج إلي الولد في النفقة والخدمة وبقاء النسل.
قوله:(ولم يولد) أي: ولم يسبقه عدم؛ لأنه لو ولد لكان مسبوقًا بوالد مع أنه جل وعلا هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الخالق وما سواه مخلوق، فكيف يكون مولودًا؟!
قوله:(ولم يكن له كفوًا أحد) أي: وليس له أحد يماثله لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
قوله:(باسمه الذي إذا سئل به أعطي) هذا قريب من رواية ابن حبان: "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطي"، ورواية أبي داود:"باسمه العظيم"، وعند الترمذي والنسائي وابن ماجه:"باسمه الأعظم".