للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (وإسرافي في أمري) أي: مجاوزتي الحدَّ في كل شيء، ومن ذلك الإسراف في ارتكاب المعاصي القاصرة أو المظالم المتعدية، وفيه التعميم بعد التخصيص، والجار والمجرور (في أمري) متعلق بما قبله، أو بجميع ما تقدم.

قوله: (اللهم اغفر لي جِدِّي وهزلي) بكسر الجيم ضد الهزل؛ أي: اغفر لي ما أفعله من المخالفات على طريق الجد، ووقع عند البخاري: (وجهلي وجدي) قال الحافظ: (وما في "مسلم" أنسب) (١).

قوله: (وخطئي وعمدي) الخطأ: ما يقع بدون قصد، والعمد: ما يقع عن قصد، وقد وقع عند البخاري: (خطاياي) بالجمع، قال الحافظ ابن حجر: (وقع في رواية الكُشْمِيهَني في طريق إسرائيل (خطئي) وكذا أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بالسند الذي في "الصحيح" وهو المناسب لذكر العمد، ولكن جمهور الرواة على الأول) (٢).

وعلى رواية "الصحيح" فإن خطايا جمع خطيئة، وعطف العمد عليها من عطف الخاص على العام؛ لأن الخطيئة أعم من أن تكون عن خطأ أو عمد، أو هو من عطف أحد العامين على الآخر (٣).

قوله: (وكل ذلك عندي) أي: كل المذكور من هذه الأمور ممكن أو موجود عندي، وهو كالتذييل للسابق؛ أي: أنا متصف بهذه الأشياء فاغفرها لي.

قوله: (اللهم اغفر ما قدمت وما أخرت) كناية عن التعميم.

وقوله: (ما قدمت) من الذنوب.

وقوله: (وما أخرت) معناه: أن يحفظه الله، فلا يقع منه ذنب بقية عمره، أو بمعنى عدم المؤاخذة بما سيقع من الذنوب المستقبلة بحيث يوفق لتوبة نصوح، وهذا أقرب.


(١) "فتح الباري" (١١/ ١٩٨).
(٢) "فتح الباري" (١١/ ١٩٨).
(٣) "فتح الباري" (١١/ ١٩٨)، "الفتوحات الربانية" (٧/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>