للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأن المزي ذكر في ترجمة سليمان بن موسى أن ممن روى عنه أسامة بن زيد الليثي ولم يذكر العدوي، وكلاهما ضعيف.

وأما سليمان بن موسى فهو الأموي مولاهم أبو أيوب، وهو المعروف بالرواية عن مكحول، كما في ترجمته من "التهذيب" (١)، وهو متكلم فيه، قال البخاري: (عنده مناكير)، ونقل عنه الترمذي أنه قال: (سليمان بن موسى منكر الحديث، أنا لا أروي عنه شيئًا، روى أحاديث عامتها مناكير) (٢)، وقال أبو حاتم: (محله الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحدًا من أصحاب مكحول أفقه ولا أثبت منه)، وقال النسائي: (أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث)، وقال في موضع آخر: (في حديثه شيء)، وقال ابن عدي: (روى أحاديث ينفرد بها يرويها ولا يرويها غيره، وهو عندي ثبت صدوق)، وقال الحافظ في "التقريب": (صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل).

وأما حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - فقد رواه الترمذي في "أبواب الدعوات" (٣٥٩٩)، وابن ماجه (٢٥١، ٣٨٠٤، ٣٨٣٣) من طريق عبد الله بن نمير، عن موسى بن عُبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علمًا، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار".

وهذا سند ضعيف، قال الترمذي: (هذا حديث غريب من هذا الوجه)؛ لأن فيه محمد بن ثابت، وهو مجهول، قال ابن معين: (لا أعرفه)، وقال أبو حاتم: (لا نفهم من محمد هذا؟) (٣).

وفيه موسى بن عُبيدة بن نَشيط الرَّبذي ضعفه الإمام أحمد وقال: (ما تحل أو ما تنبغي الرواية عنه)، وقال: (منكر الحديث)، وكذا قال أبو حاتم، كما ضعفه ابن معين وابن المديني والترمذي والنسائي وآخرون (٤).


(١) "تهذيب الكمال" (١٢/ ٩٣).
(٢) "العلل الكبير" (٢/ ٦٦٦).
(٣) "الجرح والتعديل" (٧/ ٢١٦).
(٤) "تهذيب الكمال" (٢٩/ ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>