للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الحديث مداره على أبي سهل - وهو كثير بن زياد - عن مُسّة الأزدية، عن أم سلمة رضي الله عنها، وأبو سهل قال عنه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور: (ثقة)، وقال أبو حاتم: (ثقة من أكابر أصحاب الحسن).

وقد رواه عن أبي سهل اثنان: علي بن عبد الأعلى، ويونس بن نافع، وقد ذكره الحافظ - هنا - من طريق علي بن عبد الأعلى باللفظ الأول، ثم ذكره من طريق يونس بن نافع باللفظ الثاني.

وعلي بن عبد الأعلى وثقه البخاري، كما نقله عنه الترمذي في «جامعه» و «علله» (١)، وقال أحمد والنسائي: (ليس به بأس) (٢)، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٣)، وقال الذهبي: (صدوق) (٤).

وقال أبو حاتم: (ليس بقوي)، وقال الدارقطني: (ليس بالقوي) (٥)، وتوثيقه مقدم، فإنه صريح، فيقدم على الجرح المبهم.

وأما يونس بن نافع: فقد ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» وسكت عنه، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: (يخطئ) (٦).

وقد اختلفت كلمة العلماء في هذا الحديث، فصححه قوم، وضعفه آخرون، فالذين ضعفوه أعلوه بعلل، أهمها علتان:

الأولى: نكارة المتن كما في رواية يونس، وهي الرواية الثانية، قال ابن القطان: (فالخبر هذا ضعيف الإسناد، منكر المتن، فإن أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم ما منهن من كانت نفساء أيام كونها - أي أم سلمة - معه إلا خديجة، وزَوْجِيَّتُهَا كانت قبل الهجرة، فإذاً لا معنى لقولها: «كانت نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم تقعد في النفاس أربعين يوماً») (٧)، وكذا ذكر الحافظ ابن رجب أن نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم


(١) "جامع الترمذي" (١/ ٢٥٧)، "العلل الكبير" (١/ ١٩٣ - ١٩٤).
(٢) "تهذيب التهذيب" (٧/ ٣١٤).
(٣) "الثقات" (٧/ ٢١٤).
(٤) "الكاشف" (٢/ ٤٣).
(٥) "الجرح والتعديل" (٦/ ١٩٦)، "تهذيب التهذيب" (٧/ ٣١٤).
(٦) "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٤٧)، "الثقات" (٧/ ٦٥٠).
(٧) "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٣٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>