للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن القيم: (ولما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعظم الخلق عبودية لربه، وأعلمهم به، وأشدهم له خشية، وأعظمهم له محبة كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله، وهي أعلى درجة في الجنة، وأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أمته أن يسألوها له، لينالوا بهذا الدعاء زلفى من الله وزيادة الإيمان.

وأيضاً فإن الله تعالى قدرها له بأسباب، منها دعاء أمته له بها بما نالوه على يده من الإيمان والهدى صلوات الله وسلامه عليه) (١).

وقد ورد في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإن من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة» (٢).

فهذا الحديث يدل على أن السنة أن يصلي على النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل هذا الدعاء، فإذا فرغ من إجابة المؤذن وقال: لا إله إلا الله، قال: اللهم صل وسلم على رسول الله، اللهم رب هذه الدعوة التامة .. إلخ، وهذا مما لا يعرفه أو يغفل عنه كثير من الناس.

ولو ساق المؤلف هذا الحديث هنا لكان أولى؛ لما فيه من هذه الفائدة العظيمة، ولعله تركه خشية أن تكثر أحاديث الباب.

وقد ذكر ابن القيم أن في إجابة المؤذن خمس سنن:

١ - إجابة المؤذن.

٢ - الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم.

٣ - سؤال الله تعالى لرسوله الوسيلة والفضيلة.

٤ - قوله: رضيت بالله ربّاً …

٥ - أن يدعو الله تعالى بما أحب، كما تقدم (٣)، والله تعالى أعلم.


(١) "حادي الأرواح" ص (٥٤).
(٢) أخرجه مسلم (٣٨٤).
(٣) "جلاء الأفهام" ص (٢٠٩)، "الوابل الصيب" ص (١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>