للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بابٌ «في إقامة الحد في المساجد» من طريق محمد بن عبد الله المهاجر الشُّعيثي، عن زُفر بن وَثِيمة، عن حكيم بن حزام أنه قال: (نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يُستقاد في المسجد، وأن تُنشد فيه الأشعار، وأن تُقام فيه الحدود) هذا لفظ أبي داود.

وقد ضعف الحافظ هذا الحديث، لأنه أُعل بثلاث علل:

١ - أن فيه انقطاعاً، كما نص على ذلك ابن عبد الهادي (١)، لأن زفر بن وثيمة لم يلق حكيم بن حزام على ما ذكره الحافظ (٢)، ونقله عن دُحيم القاضي.

٢ - أن محمد بن عبد الله الشعيثي مختلف فيه، فقد وثقه ابن معين، ودحيم القاضي. وقال أبو حاتم: (ضعيف الحديث، ليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به) (٣).

٣ - أن زفر بن وثيمة مجهول الحال، فإنه لم يروِ عنه إلا الشعيثي، على ما ذكره ابن القطان (٤).

لكن الحديث له شواهد ذكرها الألباني، وهي وإن كانت ضعيفة لكنها باجتماعها تقوى، إضافة إلى المعنى، كما سيأتي إن شاء الله، وقد قال الحافظ في «التلخيص» عن حديث الباب (إسناده لا بأس به) (٥). ولعله نظر إلى شواهده، وحسنه الألباني (٦).

الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

قوله: (أن يستقاد في المسجد) أي: لا يؤخذ القصاص فيها، والقود:


(١) "المحرر" (١/ ٢٧٢).
(٢) "تهذيب التهذيب" (٣/ ٢٨٣).
(٣) معنى يكتب حديثه: أنه من جملة الضعفاء، ولكن حديثه يكتب ليعتبر به، وليس ضعفه بالشديد، ويستثنى من ذلك أن الإمام مسلمًا يقول: (أكتب عنه). يريد بذلك التوثيق، قال مكي بن عبدان: (سألت مسلم بن الحجاج عن أبي الأزهر؟) فقال: (أكتب عنه).
قال الحاكم: (هذا رسم مسلم في الثقات)، ذكره في "تهذيب التهذيب" (١/ ١٠).
(٤) "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٣٤٤).
(٥) (٤/ ٨٦).
(٦) "الإرواء" (٧/ ٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>